قوة العلم والتعليم!
علينا أن نعترف أولا بأن التعليم في مصر غير منتج ولا مثمر بل على العكس يتسبب في خسارة الدولة لمليارات الجنيهات حين تضخ آلاف العاطلين سنويًا من خريجي الجامعات وحتى طلبة الدبلومات الفنية لا يصلحون لسوق العمل وهو أمر آن له أن يتوقف، بأن نستعيد أولًا حلقة الاتصال المفقودة بين التعليم وسوق العمل من ناحية وبين البحث العلمي والإنتاج من ناحية أخرى.. نرجو أن يتوقف نزيف العقل المصري وهجرة الأدمغة الوطنية إلى الخارج، وأن تتعمق قنوات الاتصال الفعال مع طيورنا المهاجرة النابهة على أسس أكثر فعالية فنحن في حاجة لكل عطاء مخلص مهما يكن حجمه.
نرجو مثلًا أن تكون وزارة الزراعة في قلب الميدان بين المزارعين وليس في قلب العاصمة، وأن تلتحم مراكز البحث الأكاديمية وغير الجامعية في منظومة واحدة غايتها تقدم البلاد وصالح العباد؛ فثروات الطبيعة مهما يكن مخزونها فهي إلى زوال.. البترول وغيره سوف ينضب ويبقى على العقل البشري أن يعوض شح الطبيعة وقلة مواردها.. وهنا يأتي دور العلم والعلماء في تنويع مصادر الطاقة والتحول إلى الاقتصاد الأخضر والمستدام.
المعرفة والبحث العلمي والتكنولوجيا هي أضلاع المعادلة المطلوبة في حياتنا.. فخريطة العالم تتغير من حولنا وتتشكل قوى جدية ليس بقوة الجيوش، ولا كثرة السكان فحسب بل بقوة العلم والبحث العلمي المتطور كما يحدث في الصين وروسيا اللتين تمضيان بقوة لإعادة ترتيب النظام العالمي من جديد لصالحهما.
اقتحام عالم المعرفة والرقمنة يتطلب كما قال الرئيس السيسي مزيدًا من أنشطة البحث والتطوير المبتكرة في جميع المجالات الحديثة، وخلق الرغبة لدى الطلاب في تحقيق مستوى تعليمي يتناسب مع العصر وبذل أقصى الجهد لحيازة المعايير المطلوبة للالتحاق بكليات ذات جودة عالمية؛ فوظائف المستقبل كما قالت وزيرة التخطيط الدكتورة هالة السعيد تتطلب مهارات مختلفة مثل علوم البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي ومهارات سلوكية أخرى خاصة بالقيادة أصبحت شرطًا لدخول المستقبل وردم الفجوة بين سوق العمل ومخرجات التعليم حتى نحافظ على وجودنا في العصر الجديد الذي لن يعترف إلا بالأقوياء.. والأقوياء فقط!