من أوجب واجبات الوقت!
طالب الرئيس السيسي ومعه كل الحق دول العالم الإسلامي بضرورة اليقظة والانتباه التام لخطورة الفكر المتطرف الأحمق، مؤكدًا أن الإسلام لا علاقة له بالفكر الجامد الذي يهدف لتدمير مستقبل الشعوب وحضارتها؛ وهو ما يجافي تمامًا روح شريعة الإسلام السمحة التي تقوم على البناء لا الهدم.. وهنا يأتي دور علماء الدين الذين يقع على عاتقهم تصحيح المفاهيم الخاطئة ونشر صحيح الدين في مواجهة دعاوى الشر.
ولنا في رسول الله أسوة حسنة؛ ذلك أنه أرسى بالحكمة والموعظة الحسنة دعائم وأسسًا عظيمة وخالدة للإنسانية جمعاء..انطلاقًا من قوله تعالى: "ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ".. وقوله تعالى: "وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ".. مع ما تحمله كلمة العالمين من السعة والشمول وعالمية هذا الدين.
الوعي الرشيد
ولا يجادل أحد في أن الأديان قائمة كلها على مقاصد واحدة غايتها الحفاظ على النفس والعقل والبدن والمال والدين.. وكما قال الإمام مصطفى المراغي رحمه الله شيخ الأزهر الأسبق: "ائتوني بما ينفع الناس أعطكم سنده من الكتاب والسنة"، ما يعني أن الدين مع مصالح العباد والتيسير عليهم لقوله تعالى: "وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ".. إنه يسر الدين وسماحته الذي يبغض التشدد والتطرف والغلو.
وحتى لا يخرج علينا بعد كل هذا بما يعكر الصفو وينشر الفتنة.. فإن قضية الوعي الرشيد وفهم صحيح الدين من أوجب واجبات الوقت في مواجهة أهل الشر الذين يخرجون بالنص عن مقاصده ويخرجون المعاني من سياقها لخدمة أهدافهم، أو يعتمدون على تفسيرات خاطئة مما يتطلب من أهل الفكر وعلماء الدين أن يتصدوا لها لنحمي المجتمع والدولة من كل شطط أو خطأ ومخطط للتخريب حتى يدرك العالم أجمع سماحة الإسلام الذي ابتلي بأتباع ليسوا على قدره وسموه.
بناء الوعي أو تصحيحه مهمة مجتمعية تحتاج لتضافر الجهود كافة ثقافية ودينية وتعليمية للإسهام في بناء الشخصية السوية القادرة على مواجهة التحديات والتمييز بين الحق والباطل.. ولا مناص من إصلاح التعليم وربط البحث العلمي بالإنتاج وإيمان أهل المال والأعمال بقيمة العلم وبأهمية ما تنتجه عقول المبدعين من أبنائنا الذين هم أمل مصر وعدتها في المستقبل الذين تتعاظم حاجتنا إليه ونحن نؤسس جمهورية جديدة.