ورحلت نادية أحمد
على فجأة تركتنا دون وداع.. غادرتنا وهي لا تزال تنبض بحب وود وإخلاص الصبا.. أغلقت من خلفها باب الحياة، وهى لاتزال في كامل عطائها الإنسانى، الذي عهدناه فيها.
اختطفها فيروس كورونا اللعين من بين أيادينا، وهى التي كانت تعيش بفطرة تواجه أعتى الأمراض.. واجهت الصحفية نادية أحمد كل شرور الخلق بابتسامات لا يزال بهاؤها يسكن القلوب.
عاشت الصحفية الراحلة حياة حافلة بالعمل المهنى والالتزام الأخلاقى، فلم نر منها يوما إلا صورة الصحفى التي تسكن التاريخ.. ناضلت طوال حياتها من أجل الكلمة الصادقة، وكانت مخبرا صحفيا بامتياز، ومحققا للمعلومة باقتدار، وكانت قبل هذا وذاك ساحة من الحب والصفاء والنقاء.
عرفت نادية أحمد قبل ثلاثين عاما.. كانت كما رأيتها آخر مرة طاقة من الصفاء الذهنى والقلبى.. كانت تحمل على عاتقها شرف الكلمة وتحمل بين جوانحها عشقا لا يضاهيه عشق للصحافة، عملت نادية أحمد محررا صحفيا فذا بجريدة الحقيقة وكانت ضمن كوكبة من شباب الصحفيين بعثرتهم الأيام على صحف عديدة بعد إغلاق الحقيقة جراء الخلافات الحزبية التي أعدمت التجربة.
وظلت نادية أحمد مخلصة للمهنة حتى الرمق الأخير، وكانت مثالا يحتذى في الالتزام بقواعدها وميثاقها وأضافت إليها من عندياتها ومن تجربتها الذاتية الكثير من القيم النادرة.. لم نر على وجهها يأسا ولا قنوطا ولم نعهد فيها إلا الأمل.. كانت نادية أحمد قلبا يمشى على الأرض، وكانت وجها مضيئا بالرضا والقناعة، فلم تشكو يوما من وضع وضعت فيها رغما عنها.
رحلت نادية أحمد وهي لا تزال قادرة على العطاء والمن والمنح لكل المحيطين بها.. رحم الله نادية وألهم أبناءها الصبر والسلوان وعزاؤنا إننا لم نفقد قيما زرعتها بيننا، وستظل حية إلى أن يشاء الله ونلتقيها.