رئيس التحرير
عصام كامل

تآكل أراضى الدلتا!

وكالة ناسا الأمريكية قدمت لنا نحن المصريين تحذيرا مهما مؤخرا من خلال صور لأقمارها الصناعية لمنطقة الدلتا في بلدنا.. التحذير يقول إننا نفقد كل عشر سنوات نسبة ٢ في المائة من أراضينا الزراعية الخصبة.. نصف هذه المساحة نفقدها بسبب البناء العمراني عليها، والنصف الآخر بسبب ارتفاع ملوحة الأرض الناجم عن ارتفاع سطح البحر المتوسط عن مستوى الأراضى الزراعية في الدلتا.. أى إننا نخسر أراضينا الزراعية بأيدينا تارة باعتدائنا عليها، وبأيدى غيرنا تارة أخرى الذين يتحملون مسئولية التغيرات المناخية.. 

 

وهذا يعنى أن خسارتنا لأجود الأراضى الزراعية سوف يستمر حتى بعد أن نوقف الزحف العمراني على هذه الأراضى مادام التغير المناخى فى العالم كله مستمر ولا يتوقف، وسوف يكون الحد الأدنى لخسارتنا  نسبة واحد في المائة من أجود أراضينا الزراعية كل عقد من الزمان، أما الحد الأقصى فهو غرق مساحات أكبر من أراضى الدلتا إذا ارتفع منسوب البحر المتوسط كما تنبه  جهات علمية متخصصة مختلفة. 

 

إذن نحن أصحاب مصلحة مباشرة فى مواجهة التغيرات المناخية التى حدثت بسبب تقاعس الدول الكبيرة المسئولة عن ظاهرة الاحتباس الحرارى عن فعل ما يوجب عليها للسيطرة على درجة حرارة الأرض من خلال خفض ثم وقف أنشطتها الصناعية التي أسهمت في رفع  درجة حرارة الأرض..

 

 

وهذا يجعلنا أكثر حماسا في ممارسة الضغوط العالمية على هذه الدول، وفى مقدمتها أمريكا والصين، لكى تسرع الخطى في انتهاج سياسات للسيطرة على درجة حرارة الأرض.. ونحن سوف نستضيف العام المقبل مؤتمر البيئة العالمى، ولذلك سوف يكون مفيدا أن نسمح باستضافة نشطاء البيئة للقيام بفعاليات شعبية موازية للمؤتمر للمشاركة فى الضغط من أجل مواجهة عالمية فاعلة للتغيرات المناخية.

الجريدة الرسمية