رئيس التحرير
عصام كامل

عام الاضطرابات!

كل عام جديد يهل علينا يولد من رحم العام الذي ودعناه.. ولذلك ما يحمله العام الجديد لنا هو نتاج لما شهده العام الذى قبله من أحداث وتطورات.. وبالتالى لكى نتوقع ما يحمله لنا معه عام ٢٠٢٢ علينا أن نراجع أولا ما حدث لنا في عام ٢٠٢١، دون ما حاجة لمنجمين وخبراء فلك كما اعتدنا أن نفعل مع قدوم كل عام جديد!

 

لقد كان عامنا الذي نتأهب لتوديعه بعد أيام هو عام القلق العالمى.. قلق سياسى نتيجة احتكاكات دولية خشنة بين أمريكا وكل من الصين وروسيا، وبسبب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي مع تغير في قيادات عدد من الدول الأوروبية.. وقلق اقتصادي بدأ بارتفاع أسعار النفط  وإتسع ليشمل تضخما عالميا ونقصا في  المعروض من السلع الأساسية والضرورية مع ركود في الإنتاج.. وقلق من الطبيعة بسبب الكوارث البيئية التى ارتكبتها الدول الكبيرة أدت إلى حدوث تغير مناخى صادم.. 

 

وأضيف إلى كل ذلك قلقا من إستمرار جائحة كورونا بعد ظهور المتحور الجديد أوميكرون، فى وقت كان العالم يمنى نفسه بانحسارها بعد الهجوم البشري على الفيروس باللقاحات.. وهذا القلق الذى جلبه لنا عام ٢٠٢١ وسيتركه لنا بعد رحيله سوف يتمخض عن اضطرابات عالمية واسعة، سياسية واقتصادية وبيئية سيحملها لنا عامنا الجديد الذى نتأهب لاستقباله حاليا! 

 

 

ويرجح ذلك أن الأسباب التى صنعت القلق الذى جلبه لنا عام ٢٠٢١ مابرحت موجودة ولم تظفر بعلاج ما على المستوى العالمى.. لذلك الاحتكاكات الدولية الخشنة مرشحة للتصاعد بدلا من الاحتواء، والأزمة الإقتصادية العالمية مرشحة للإستمرار في العام الجديد وليس تراجعها في منتصفه.. وذات الشىء ينطبق على الكوارث البيئية وجائحة كورونا. 

هذا على المستوى العالمى أما عنا في مصر فموعدنا الأسبوع المقبل.

الجريدة الرسمية