كسب الرأى العام باحترامه
في غضون أيام انتهى التحقيق في حادثة قتل رجل في أحد شوارع مدينة الاسماعيلية أمام الناس وتم إحالة المتهم إلى المحاكمة، وأنجزت المحكمة محاكمته وأحالت أوراقه إلى المفتى.. وهكذا كان هناك تقدير إلا أننا إزاء حادثة تهم الرأى العام وأثارت انزعاجه الشديد وغضبه الكبير أيضا واحتاجت لحسم سريع.. وقد كان ذلك سببا لتهدئة الرأى العام وأهل القتيل أيضا.
ولعل ذلك يكون هو نموذج التعامل مع الأمور التى تشغل بال الرأى العام وتستأثر باهتمامه حتى لا نتركه يتجاذبه القيل والقال وأسيرًا للشائعات والتكهنات والاجتهادات الشخصية البعيدة عن الحقيقة.. أقول ذلك وأنا في ذهنى موضوع مرض وزيرة الصحة هالة زايد التى أعلن إنها في أجازة مرضية بناء على طلبها وتم تكليف زميلها وزير التعليم العالى بالقيام بعملها..
فهذا حدث في أعقاب الإعلان عن قضية فساد اتهم فيها بعض من كانوا يعملون في مكتب الوزيرة.. وحتى الآن لم يعلن بعد تفاصيل هذه القضية، وطالت التحقيقات فيها، رغم أنها نالت اهتماما واسعا من قبل الرأى العام، وأثير حولها الكثير من الشائعات والمعلومات غير المؤكدة.. وبالطبع إذا أعلنت تفاصيل هذه القضية والتحقيقات فيها فإن ذلك سيضع حدا لكل الشائعات ونهاية لكل التكهنات والاجتهادات الشخصية المثارة حولها.
إننا نحتاج دوما لآن نتابع الرأى العام وانشغالاته واهتماماته وأن نتصرف بما يلبى اهتماماته دوما.. أو أن نتصرف في كل القضايا التى توصف بأنها قضايا رأى عام بذات الطريقة التى تصرفنا بها في قضية قتيل الإسماعيلية.. وإذا حدث ذلك سنغلق الباب أمام عمليات التأثير السلبى الممنهج من قبل البعض في الرأى العام.. فنحن عندما نحترم الرأى العام نكسبه.