رحلة كفاح.. لماذا لا يتعظ المسئول بما جرى لغيره؟!
من رحم ثورة 23 يوليو ولدت جريدة الجمهورية؛ وتحديدًا في صباح الاثنين 7 ديسمبر 1953؛ لتكون المدافع عن أحلام الثورة وآمالها في وجه من أرادوا إطفاء جذوتها التي أثمرت حركة تحرر عابرة للقارات إن جاز التعبير، ذاقت بفضلها دول عديدة في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية طعم الحرية وتخلصت من قيود الاستعمار والإمبريالية البغيضة.
ومع جريدة الجمهورية بدأتُ رحلة كفاح امتدت لنحو 45 عامًا، منذ بداية عملي بالصحافة عام 1975 مرت بحلوها ومرها بنجاحها وعثراتها.. عاصرت فيها الكثير والكثير من الأحداث والأشخاص والمواقف والتحولات الكبرى.. رأيت من تلون ومن نافق.. من أخلص ومن كافح في بلاط صاحبة الجلالة التي لم تبخل علينا ولم نتوان عن البذل والعطاء ما وسعنا الجهد.. رأيت شلة المنتفعين في كل عصر الذين يلتفون حول المسئول –أي مسئول في أي موقع- ما دام في منصبه..
وتتكرر للأسف الأخطاء ذاتها وكأن هذا المسئول لم يتعظ بما صار إليه من سبقه ولا بما جرى لغيره وكأنه يأبى إلا أن يتعظ بنفسه؛ فتراه يقرب إليه في أحيان كثيرة المنافق والمتلون ومن يجيد اللعب على كل الحبال والأكل على كل الموائد. وللأسف من المضحك أن هذا وذاك مازال بعضهم قابعًا على رأس المشهد الإعلامي والصحفي؟!