بالعقل والنص.. هكذا يحمي المجتمع أبناءه من مشايخ التطرف
يحث الإسلام دائمًا على الاجتهاد حماية من التطرف، منذ نشأته وطوال عصوره الذهبية، كان يعتبره المسلمون الأوائل ومن سار على هديهم من الأعمدة الأساسية لاستمرار الدين صالحًا لكل زمان ومكان، لكن ترتب على ظهور تيارات دينية تروج لعبادة التراث رفض إعمال العقل والاجتهاد الذي عرفه الإسلام قبل ظهور الفقه في عصر التابعين، وأصبحوا يجرمون في ممارساتهم إعطاء العقل دورًا في قراءة القرآن والسنة، واستخراج الأحكام التي تناسب الحياة العصرية.
الاجتهاد الجماعي في الدين الإسلامي
ويقول عبد الله فدعق، الداعية الإسلامي، إن العمل والاجتهاد الجماعي في الدين الإسلامي من أشد الأمور ضرورة، للحماية من التطرف والإرهاب، وينص عليه العديد من الأحاديث، وأشار الداعية إلى أن الاجتهاد الفقهي ظهر قبل تأسيس المذاهب الفقهية في عصر التابعين، وكان يتمثّل غالبًا في الاستنباط من القرآن الكريم، ثم من السنة المطهرة، ثم من فتوى لصحابي عاد فيها للمصلحة، والقياس، والعمل بالرأي.
وأضاف: كان ذلك معتمدًا على قول الحق تعالى: {وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ ۚ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ۚ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ ۚ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَٰذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ ۚ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ ۖ فَنِعْمَ الْمَوْلَىٰ وَنِعْمَ النَّصِيرُ".
وتابع: تلا ذلك ظهور المذاهب الفقهية، والفرق الكلامية، التي أنتجت للأمة تراثًا فقهيًّا ومنهجيًا بالغ الثراء، تراكم خلال فترات زمنية خالدة، مردفا: اليوم الناس في أمس الحاجة إلى حمايتهم من الوقوع في فتنة مشايخ الزيف والتطرف والجهل.
تأثير الدين على الوحدة والتنمية
واستكمل: لا مانع من الاجتهاد وإصدار القوانين المنظمة لحياة الناس، دون المساس بأي حكم قطعي في الشرع، مردفا: على المخلصين الصادقين من العلماء، أن يستمروا في القيام بواجبهم في الاجتهاد، شريطة أن يكون ذلك بوعي صارم، وانسجام تام مع الأنظمة والدساتير، ومراعاة مستمرة لمصالح العباد والبلاد.
واختتم: ظروف الحياة اليوم تختلف اختلافات جوهرية مع ظروف الحياة التي تعامل معها المجتهدون في قضايا وتحديات القرون الماضية، وهو ما يفرض التذكير دائمًا بأن الدين عامل للتقريب والوحدة والتنمية، على حد قوله.