لماذا تهاجم التيارات الدينية خطوات تمكين المرأة في المجتمع المصري؟
تهاجم التيارات الدينية باستمرار كل الإنجازات التي تحصل عليها المرأة، وتخطو بها خطوات جديدة نحو التمكين والمساواة، عشرات العقبات التي تفرض في الطريق، من القوامة بتفسيرات شديدة التطرف، إلى حق الطاعة للرجل، وأشياء آخري ما انزل الله بها من سلطان وكلها تفرض على المرأة الانتظار في الخلف لسنوات طويلة حتى تفرج عنها التيارات الدينية وتعطيها حقها الذي يكفله لها القانون والدستور.
صعود الفكر السلفي
يقول محيي عيسى، القيادي المنشق عن جماعة الإخوان إن الجماعة تأثرت بصعود الفكر السلفي الوهابي، لافتا إلى أن موقف الإخوان من المرأة يعد نموذجا على ذلك.
وأشار عيسى إلى أن نشأة الاخوان تزامنت مع تنامى الدعوة الوهابية، وتأثرت بها فى الكثير من مواقفها، وتجلى ذلك بصورة كبيرة فى الموقف من المرأة، مضيفا:رغم وجود قسم للأخوات داخل الجماعة "المسماة بالمباركة" إلا أن القسم اقتصرت رئاسته على الرجال طوال الوقت.
وأضاف: الأخت داخل الجماعة حُرمت من حقها فى التصويت بجميع مراتب التنظيم لا داخل الشعبة ولا المنطقة ولا مجلس الشورى، مردفا بتهكم:تخيل يا مؤمن ان جماعة كانت تعمل لتحكم دولة لم تسمح لامرأة واحدة بدخول لا مجلس الشورى ولا مكتب الارشاد بل حتى منصب المتحدث الرسمى للجماعة لم تتولاه امراة.
مهام قسم الأخوات
وتابع: قسم الأخوات داخل المحافظة يتولاه اخ وتكون زوجته وسيطا بينه وبين الاخوات (مخافة الفتنة) والتناقض العجيب ان الجماعة كانت تسمح للأخوات بالترشح للمجالس النيابية والتصويت والدعاية فى حين تمنعهم من التصويت داخل جماعتهم !
واستكمل: فى حقبة السبعينات كان تنقل كثير من الاخوان للعيش في دول الخليج دورا فى تنامى الفكر الوهابى، مضيفا: ظهر ذلك جليا فى الموقف من المرأة والفن والموسيقى، مؤكدا أن المنع والتحريم أصبح سمة الموقف.
وأشار عيسى إلى أن سيطرة الحالة الذكورية صورت المرأة لدى الجماعة وكأنها شيطان مريد عليها فقط السمع والطاعة لزوجها دون الالتفات لاى من حقوقها، بل وصل الامر الى تحميلها كل أسباب المشاكل الزوجية، فهى نكدية ولا تسمع الكلام وثرثارة، أما الرجل فهو الملاك الطاهر.
ولفت القيادي المنشق عن الجماعة إلى أن أدبيات الإخوان التي نشأ أجيال عليها تخالف صحيح الإسلام، الذي يوثق عنه الكثير من أراء الأئمة والمذاهب إجازة تولي المرأة شئون رئاسة الدولة والقضاء، موضحا أن معيار الكفاءة والعدل والنزاهة هو الشرط الوحيد للترشح دون الالتفات إلى عرق او حنس او لون.
اختتم: لا الاخوان ولا الجماعة الإسلامية ولا غيرهم استطاعوا ان يقدموا نموذجا معتبرا لدور المرأة فى المجتمع كما أرادها الإسلام كشقائق للرجال.