الإنسان عبدالفتاح السيسي
كشفت فقرة الحوار بين مجموعة من أصحاب الهمم والرئيس عبدالفتاح السيسي في احتفالية قادرون باختلاف عن جوانب من سمات شخصيته.. فهو إنسان متدين لكنه يرفض التطرّف الدينى ويحترم أصحاب الديانات الأخرى.. وهو إنسان أسرى ويعتبر أسرته المدرسة الأولى التى تعلم فيها واكتسب منها خبراته الحياتية وأهمها أن لكل شىء تكلفته.. وهو إنسان أيضا يقدر العمل ويعتبره واجبا على الإنسان دوما حتى ولو كان ميسورا مثل والده ولذلك يحترم من يتفانى فيه.. وهو كذلك إنسان يعتبر عمه الذى ينحاز للضعيف قدوة له تحتذى في الحياة.
فهو عندما سئل في هذه الفقرة من الاحتفال عن القدوة التاريخية له أجاب بأنه هو الرسول محمد بن عبدالله ومعه صحبه الذى قدم لنا صحيح الدين الإسلامى الذى ينبذ التطرّف والتعصب والغُلو ويلزم المسلمين بالخلق الطيب والسلوك السليم الخالى من العنف.. وهكذا الرئيس السيسي متدين بلا غلو أو تطرف، وهذا التدين هو الذى جعله يبتغى كما قال رضا الله..
المثل الأعلى
ولذلك يهتم كثيرا بحسابه عز وجل قبل حساب البشر ويبتغى دوما مرضاته قبل رضاء البشر، وقد سبق أن قال ذلك أكثر من مرة بوضوح شديد، خاصة وأنه يرى أنه يتحمل مسئولية الرئاسة بأمره أساسا كما قال أيضا، فهو عز وجل يؤتى الحكم لمن يشاء وينزعه عمن يشاء.. إلا أنه مع ذلك كرر القول أيضا أنه لا يستطيع حاكم أن يستمر في السلطة على غير رضاء شعبه وناسه.. وسبق أن قال أيضا أنه عندما قرر تنفيذ خطة الإصلاح المالى والاقتصادى رغم تحفظ وإعتراض داخل الحكومة من رفض الشعب لها قرر في ذات الوقت ترك منصبه إذا حدث ذلك.
وعندما سئل الرئيس عن مثله الأعلى وجده كما قال فى أسرته وأقرب الناس إليه.. في والدته التى رآها صاحبة حكمة وصبر.. وفى والده الذى كان يقدس العمل.. وفى عمه الذى كانت يده مبسوطة وليست مغلولة إلى عنقه.. وهو بذلك يؤكد أنه أسرى جدا وتأثر كثيرا بأسرته التى ساهمت في تكوينه وصياغة ملامح شخصيته.. ولعل ذلك يفسر لنا إحترام الرئيس السيسي الخاص الذى يمنحه للنساء، والشباب، وأطفال الشهداء، وأصحاب الهمم.. ويفسر لنا أيضا الصبر الذى يعالج به بعد المشاكل ويواجه الصعاب، وهو ما ظهر بشكل جلى في أزمة العلاقات مع تركيا، وفي أزمة سد النهضة الإثيوبى أيضا، وهو الصبر الذى عصم مصر من التورط في أعمال عسكرية خارجية تستنفذ قوتها وتشغلها عن إعادة بناء دولتها..
كما يفسر لنا أيضا حرص الرئيس السيسي الذى يؤكده دوما على العمل وأهميته للنهوض بالوطن وصناعة دولة حديثة متقدمة تحظى بإزدهار إقتصادى وأن مصر لن يبنيها إلا المصريين بسواعدهم فقط وليس بمساعدات ومعونات الأشقاء والأصدقاء.. كذلك يفسر لنا أيضا إهتمام الرئيس السيسي دوما بتوفير التكلفة المالية لأى مشروع كبيرا كان أو صغيرا حتى يمكننا تنفيذه على أرض الواقع، فهذا ما تعلمه من أسرته التى كانت تعمل كما قال من قبل في التجارة، خاصة من والده الذى كان يهتم بالعمل رغم أنه كان ميسور الحال..
حياة كريمة
فان لكل شىء تكلفته ولابد لمن يسعى لتحقيق شىء أن يضمن تدبير تكلفته حتى يتسنى له تحقيقه ولا يتعثر فى الطريق أو يضطر للتنازل عن تحقيقه.. ولذلك شهدنا الرئيس السيسي يسأل دوما عندما يعرض عليه مشروع ما أن يسأل أولا عن تدبير التمويل اللازم له بعد أن يقتنع بهذا المشروع، وشاهدناه عندما أراد تنفيذ مشروع إزدواج قناة السويس يشرك عموم المصريين في تمويله، وتمكن في غضون أيام قليلة أن يجمع منهم ما يكفى من الأموال لتنفيذ هذا المشروع ومشروعات أخرى في منطقة قناة السويس.. كما سمعناه يتحدث أكثر من مرة عن ضرورة بيع السلع وتقديم الخدمات بما لا يقل عن تكلفتها الأساسية، وأن لكل شىء ثمنا ولا يمكن الحصول عليه مجانا.
أما عندما سئل الرئيس السيسي من أصحاب الهمم عن أهم مشروع له في تقديره فكانت إجابته فورا هو مشروع حياة كريمة الذى يستهدف تطرير الريف المصرى بكل قراه التى يبلغ عددها ٤٥٠٠ قرية وتوابعها التى يصل عددها إلى قرابة ثلاثين ألف نجع وكفر وعزبة ويتجاوز عدد سكانه نصف عدد كل المصريين.. فهو كما قال إكتسب من عمه الذى رأى فيه مثل أعلى له مع والدته ووالده سمة الإنحياز للأضعف والأقل قدرة..
ومعروف أن الريف المصرى يستأثر بثلثي عدد من يعيشون تحت خط الفقر في البلاد، وأغلبهم يعيشون في ريف الوجه القبلى، والمشروع القومى لتطوير الريف المصرى يستهدف إنقاذ هؤلاء من الفقر وتوفير حياة كريمة لهم.. وهذا يفسر إختصار الرئيس السيسي فترة تنفيذ هذا المشروع من عشرة سنوات إلى ثلاثة أعوام فقط، مثلما فعل في كل المشروعات الأخرى التى يتم تنفيذها منذ أن تولى مسئولية رئاسة الجمهورية، لانه يرى كما قال في احتفالية قادرون باختلاف أن كل ما تم من أعمال هو مجرد خطوة واحدة في مشوار طويل يمتد لأف خطوة قادمة يجب أن نخطوها لإعادةَ بناء الوطن، ليكون وطنا قويا قادرًا على توفير حياة كريمة لأبناءه في الريف والحضر، وهكذا كان حوار الرئيس السيسي مع أطفال من ذوي الهمم كاشفا للكثير.