نيران إيران تحرق خيام معتصمين وتعتقل محتجين بسبب المياه
حاصر الأمن الإيراني اليوم الخميس، مزارعين محتجين بمحافظة أصفهان وتحرق خيام اعتصامهم وتعتقل العشرات منهم.
نيران في خيام المزارعين
ووفق مقاطع فيديو متداولة عبر الإنترنت، أضرمت قوات الوحدة الخاصة التابعة للشرطة الإيرانية، مساء الخميس، النار في خيام المزارعين المحتجين بالمحافظة الواقعة وسط البلاد، فيما أفادت وسائل إعلام باعتقال 50 شخصًا من المحتجين وصفتهم السلطات بـ"المشاغبين".
وأظهر أحد مقاطع الفيديو قيام قوات خاصة بمحاصرة المحتجين المزارعين في إيران الذين يواصلون الاحتجاجات للأسبوع الثاني على التوالي للمطالبة بمعالجة أزمة الجفاف الذي تضرب المحافظة.
قنابل صوتية وغاز مسيل للدموع
كما أظهر قوات الشرطة وهي تستخدم مكبرات الصوت لإزالة الخيام وإخلاء مجرى نهر زاينده رود، وسط دوي عدة انفجارات يبدو أنها قنابل صوتية وغاز مسيل للدموع بهدف ترهيب الناس وإجبارهم على مغادرة موقع الاحتجاج.
وفي مقطع فيديو منفصل، يخاطب مواطن من المحافظة قوة الشرطة بالقول: "ما فعلوه بنا حدث في يوم عاشوراء"، مضيفا: "اجتمعنا هنا للاحتجاج على ظروف المياه".
وجرى نقل احتجاجات مزارعي أصفهان لأول مرة عبر التلفزيون الرسمي من قبل الحكومة الإيرانية، ولكن بسبب حجم الاحتجاجات وانضمام مختلف الناس في أصفهان ومحافظات أخرى، وخاصة جهار محال وبختياري، لجأت الحكومة في النهاية إلى العنف ضد المتظاهرين.
وذكرت مواقع إخبارية إيرانية رسمية أن السلطات اعتقلت 50 شخصًا من المتظاهرين وصفتهم بـ"المشاغبين" واتهمتهم بإحراق خيام المحتجين.
وسبق أن احتج أهالي محافظة جهار محال وبختياري على خلفية أزمة الجفاف ونقل المياه في بعض مناطق شهر كرد، عاصمة المحافظة، خلال الأيام الماضية، مطالبين بانتشار واسع لجميع أقسام المحافظة في هذه التجمعات.
وفي الأثناء، وصف وزير الداخلية الإيراني أحمد وحيدي المحتجين في جهار محال وبختياري بـ "فرق معادية"، وقال إن "أعداء إيران لا يمكنهم استغلال قضية المياه".
وبدأت موجة جديدة من الاحتجاجات العامة ضد أزمة المياه في 8 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، من قبل مزارعين في أصفهان، وبعدها بنحو أسبوعين، انضم الناس إلى الاحتجاجات، ونصب المتظاهرون خيامًا على قاع نهر زاينده رود الجاف في إشارة إلى نقص المياه.
والصيف الماضي، شهدت محافظة خوزستان احتجاجًا لمدة أسبوعين على سياسات نقل المياه، وبناء السدود، وقطع إمدادات المياه عن المزارعين، وتجفيف الأراضي الرطبة بالمحافظة بشكل متعمد، قُتل خلالها تسعة متظاهرين على الأقل بنيران مباشرة من قوات الأمن.