التفسير العلمي لكثرة تناول الطعام وزيادة الوزن في الشتاء
في فصل الشتاء ونتيجة لارتباط نظام الجسم بالكرة الارضية وفصول العام والتغيرات ما بين موسم الشتاء والصيف ودورة الليل والنهار ووجود نظام دقيق يسمي بالساعة البيولوجية الداخلية والتي تنظم وتدير نظام الجسم كله.
يحدث تناسق افراز هرمونات معينة وعلي رأسها هرمون يفرز من الجسم الصنوبري بالمخ يقوم بعمل تحكم مركزي في هرمونات الجسم المختلفة ومن ضمنها هرمون الجرلين واللبتين والسريتونين الذي يتحكم في الاحساس بالجوع والشبع وايضا الحاله المزاجيه بحيث يحدث نوع من التناغم بين وظائف الجسم ومواعيد النوم والنشاط والليل والنهار.
تحديات زيادة الوزن شتاء
وأوضح الدكتورة يسر كاظم، باحث التغذية الطبية بالمركز القومي للبحوث ان هناك بعض الاشخاص لديهم قابليه اعلي لتخزين الدهون وانخفاض معدل الحرق مع انخفاض درجات الحراره في الشتاء ويرجع ذلك الي اسباب جينيه.
واضافت أنه يعتقد بعض الباحثين أن الطقس البارد قد يؤدي إلى تفعيل بقايا بعض الجينات االقديمه التطورية بداخلنا للبقاء على قيد الحياة في الظروف البيئية القاسية، حيث ان هناك بعض الجينات في الانسان لديها بعض الأصول القديمة في حماية الانسان من البرد الشديد بتكوين طبقة عازلة من الدهون لحمايته من البرد القارص وهو شيء مشترك في كل الثدييات وهذا ينتج عنه تحدي اضافي، أن الجسم يخزن الطاقه في صوره دهون مما يزيد من فرصه الجسم للبدانة.
نظرية تغيير الموسم
وأشارت كاظم نظرية أخرى هي أن تغيير الموسم قد يؤثر على توازن بعض الهرمونات التي تتحكم في الجوع والشهية، وقد تلعب ساعات النهار الأقل دورًا في الرغبة الشديدة في تناول الطعام أيضًا، حيث أن ضوء الشمس هو أحد العوامل التي تحفز إفراز هرمون السيروتونين، وهو ناقل عصبي ثبت أنه يعزز المزاج بشكل كبير حيث تزيد الرغبه في تناول الكربوهيدرات بفضل الأنسولين الذي يتم إطلاقه نتيجة لتناول الكربوهيدرات، حيث يساعد الانسولين علي تكوين مزيد من السيروتونين.
ولفتت باحث التغذية الطبية إلى أن هذا هو السبب في أن الأبحاث السابقة تشير إلى أن الناس قد يشتهون الكربوهيدرات كوسيلة لتحسين الحالة المزاجية، ويظهر هذا بشكل خاص في الأشخاص المصابين بالاكتئاب الموسمي، والذين قد يكون لديهم مستويات منخفضة من السيروتونين والمزاج بسبب انخفاض التعرض لأشعة الشمس.
واضافت أنه في فصل الشتاء مع انخفاض عدد ساعات النهار وقله التعرض للشمس والضوء الطبيعي مما ينتج عنه تغير في نمط الحياه وقله الحركه والنشاط وبالتالي تتغير عادات الطعام وتزيد ساعات اليل التي كثيرا ما يصاحبه بعض الشعور بالملل واحيانا الجوع واحيانا الرغبه في الاكل لتبديد الشعور بالملل فيزيد الرغبه في الاكل مما ينتج عنه زياده في الوزن والذي يؤدي إلي الشعور بالخمول والضيق والاكتئاب.