رئيس التحرير
عصام كامل

كتالوج صفات البشر

وصلتني رسالتها على موقع الصراحة تقول: أنا ممكن مشكلتي تبان تافهة لناس كتير ولكنها كفيلة تخلينى اكتئب جدًا، أنا عندي 20 سنة وزني مش قليل 47 كيلو لكن ناس كتير بتتنمر عليا حتى أهلي وبابا وماما، لدرجة ساعات بنهار من العياط وبعمل كل حاجه علشان وزني يزيد لكن كلامهم بيدمرنى، نفسي محدش يركز ف وزني لإني مطلبتش من حد رأيه، أنا جسمي عجبني زي ما أنا، ووقت ما هزيد هزيد علشاني أنا مش علشان حد.

الرد

ورسالتها الصراحة لمستني لأني حسيت أني رجعت بالزمن لحد سنة 2015 لما قررت أني أخس لما وزني وصل لـ 250 كيلو، أه زي ما الرقم مكتوب فعلًا، وكان قراري نابع من داخلي لما حسيت أن الوزن ده كان بيضرني أنا من خلال حاجات صحية وكان مأثر على كل حاجة في صحتي، سواء رجلي أو التنفس أو كذا حاجة تانية.

 

وقتها كنت بتعرض لتنمر طوال الوقت، لكن عمره ما كان دافع ليا أني أخس أو أتغير، لأن ببساطة قرار التغيير لما بيجي، بيجي من داخل الشخص نفسه، بناءً على رغبة شخصية، وبناءً على قرار شخصي الإنسان بياخده مش أي حد تاني غيره أو مكانه، لأن محدش بيعيش حياة الشخص غيره.

لكن الغريبة، رغم عدم وجود نص سماوي، أو عرف مجتمعي بيقول أن الشخص الطبيعي أو "المقبول" علشان ميتعرضش لتنمر يكون شكله كذا، أو لون عينه كذا، أو طوله كذا، أو حتى وزنه كذا، لكن مع ذلك نلاقي أن أي حد مختلف بيكون معرض للتنمر، أو تطلق عليه ألقاب تليق باختلافه، يعني تخين شوية، ممكن يتقال عليه "بكبوظة"، رفيع حبتين يتقال عليه "مسلوع" وهكذا.

الحقيقة

مع أن الواحد لو ركز مع نفسه أكتر ما يركز مع غيره الحقيقة هيكتشف أن حياته فيها ما هو أهم أنه ينشغل بيه ويحاول يهتم بيه علشان يغيره، أما بخصوص رسالتك يا صديقتي، يهمني إنك تعرفي أنك حلوة لنفسك، وحلوة بتفاصيلك مادام مبتضرش حد ولا بتئذي حد، أما كلام الناس، فهيفضل دايمًا مستمر، مهما حاولتي تغيري من نفسك، أو حتى عملتي إيه في حياتك، فقبل ما تركزي مع كلام حد، ركزي مع نفسك وحبيها وتقبليها، ووقتها حتى لو فيها حاجة مضايقاكي، هتعرفي فعلًا تغيريها.

Twitter: @PaulaWagih

الجريدة الرسمية