خيانة للدين والوطن!
الإسلام لم يتوقف عند تحريم الكذب بل نهى عن تلقف الأخبار وترديدها دون تحرٍ أو تثبت مصداقًا لقوله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ".. ترويج الشائعات خيانة للدين والوطن وظلم للآخرين، والله لا يحب الظالمين، كما أنها إفساد في الأرض حذرنا منه ربنا عز وجل وشدد عقوبتها بقوله: "إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلَافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ۚ ذَٰلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا ۖ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ".
الكذب طريق لجنهم لقول رسول الله: "إن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار ولا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابًا"، وهذا القول يصدق على من يكذب على صديق أو زميل في أمر تافه فما بالنا بمن يخترع خبرًا كاذبًا يضل أو يدمر مجتمعًا بأكمله أو يصيبه بالإحباط واليأس، أو الذعر والهلع بقصد إفشال الأمم وانهيارها.. أتصور أن عقاب من يشيع الشائعات عظيم؛ فالجزاء هنا على قدر التعمد والضرر المترتب على القول والفعل المكذوب.