درس حديقة الأسماك
بعد فقط أن حفلت مواقع التواصل الإجتماعى بانتقادات واعتراضات لإقامةَ منشآت فى حديقة الأسماك على إثر نشر خبر صحفى حول إعادة النظر فى الطبيعة الأثرية لكل مساحتها خرج رئيس المجلس الأعلى للآثار ليوضح ما اتخذ من قرارات بشأن هذه الحديقة التى أقيمت قبل قرنيين من الزمان، وليؤكد أن المطروح فقط هو إقامة جراج على مساحة منها لا تتجاوز النصف أو ثلاثة أرباع الفدان، مع إنشاء كافيهات ومطاعم فى أرجائها مع الحفاظ عليها، بل وتزويدها بأنواع مختلفة من الأسماك.
أما قبل ذلك فلم يهتم أحد بإعلام أهل القاهرة بما قرر بالنسبة لحديقة الأسماك وكان هذا أمر يهم الجهات المختصة والمعنية فقط ولا يهم قبلها المواطنين!.. ولو كان لدينا مجالس محلية منتخبة لما حدث ذلك، ولكان الناس قد شاركوا بقوة فى تقرير مصير حديقة الأسماك من خلال إبداء موقفهم من مقترح تطويرها الذى وافقت عليه الجهات الحكومية المختصة، سواء بالموافقة أو الرفض أو التنقيح.. وهذا هو درس حديقة الأسماك الذى تعين أن نعيه جيدا لنتحرك مع بدء الدورة البرلمانية الجديدة من الإنتهاء من صياغة قانون المحليات حتى نشرع في إجراء انتخاباتها واختيار المجالس المحلية التى ستنوب عن جموع المواطنين في اتخاذ القرارات التى تخص حياتهم .
إن حال مدننا لا يخص الجهات الحكومية وحدها، وإنما هو أمر يخص قبلهم أهل هذه المدن ومن حقهم أن يقرروا بأنفسهم ما يرتضونه لها.. وهذه إحدى سمات الدولة المدنية الحديثة والجمهورية الجديدة.