أخطر أنواع الفساد!
في ظني أن الفساد بمفهومه الواسع ليس فقط أن يأخذ مسئول –أي مسئول- ما ليس من حقه بل يتجاوزه إلى ما هو أكثر شمولًا وخطرًا بحيث يصبح فاسدًا كل من جامل على حساب حق الآخرين أو أهمل أو تقاعس أو تراخى في أداء عمل تقاضى عليه أجرًا، وكل من غض الطرف عن قصور مرءوسيه أو الخروج عن القيم والتقاليد التي تربينا عليها؛ فمثل ذلك وغيره من شأنه أن يلحق الضرر بالمجتمع كله وذلك أخطر أنواع الفساد الذي يمكنه أن يهوي بأي مجتمع إلى قاع سحيق..
وقد حذرنا رسولنا الكريم عن التغافل عن خطايا تجلب الشر للمجتمع كله فقال في حديثه الشريف: "مثل القائم على حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة فأصاب بعضهم أعلاها وأصاب بعضهم أسفلها فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم فقالوا لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقًا ولم نؤذ من فوقنا فإن تركوهم وما أرادوا هلكوا وهلكوا جميعًا وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعًا".
ومن ثم فإن تواصل الحكومة مع المواطنين أمر لا غنى عنه؛ ذلك أنه يكسر حواجز العزلة والبيروقراطية والروتين ويقضي على الظواهر السلبية أولًا بأول؛ فمعظم النار كما يقولون من مستصغر الشرر، وكل الآثام والخطايا مبدؤها التراخي والتقاعس والإهمال مرورًا بالإكرامية وسلب المال العام؛ ولا سبيل في رأيي لردع أي فجوة بين المواطنين وحكومتهم إلا بنزول المسئول إليهم والإصغاء لشكاواهم ومطالعة أحوالهم عن كثب والتحقق من وصول الخدمات إليهم كاملة غير منقوصة باستخدام أحدث الوسائل التكنولوجية حتى تتحقق لهم الحياة الكريمة التي أرادها الرئيس ويسعى إلى تحقيقها جاهدًا لكل مواطن على أرض مصر.