رئيس التحرير
عصام كامل

ما حكم قراءة القرآن للميت وهل يصل ثوابه إليه؟

قراءة القرآن
قراءة القرآن

كثير من الناس يبذلون جهدهم لكى يهبوا إلى والديهم الأموات شيئا من الخير بواسطة   قراءة القرآن وترديد الفاتحة لهم طوال الوقت ويهبون ثواب قراءته إلى أمواتهم معتقدين أن هذا الثواب سيعود على الأموات بالمغفرة والرحمة فما الحكم الشرعي في ذلك؟

وأجاب الشيخ حسن مأمون مفتي الديار المصرية الأسبق فقال:

إن هذه المسألة خلافية، والمتفق عليه أنه لم يرد عن أحد من السلف أنه قرأ القرآن وأهدى ثوابه إلى الميت.

وأما المتأخرون فقد اختلفوا: فمنهم من أجازه ومنهم من منعه، فقد جاء في تنقيح الحامدية لابن عابدين ما نصه ( واختلفوا في وصول ثواب قراءة القرآن إذ قال القارئ اللهم أوصل ثواب ما قرأته الى فلان ‘ قال بعضهم لايصل إليه لأنه ماهو من سعى الميت، الانسان ليس الا ما سعى ـ وقال بعضهم يصل وهو المختار ).


وجاء في الهداية والفتح والبحر وغيرها أن لكل من أتى بعبادة سواء كانت صلاة أو صوما او صدقة أو قراءة قرآن أو ذكر أو طوافا أو حجا أو عمرة أو غير ذلك من أنواع البر أن يجعل ثوابها لغيره من الأحياء أو الأموات ويصل ثوابها إليه.

الأسوة الحسنة 

وقد روى صاحب الفتح عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل ـ فقال السائل: يارسول الله إنا نتصدق عن موتانا ونحج عنهم وندعو لهم هل يصل ذلك اليهم ؟ قال: نعم إنه ليصل اليهم وانهم ليفرحون به كما يفرح احدهم بالطبق يهدى اليه، 


واما قوله تعالى ( وان ليس الإنسان الا ماسعى ) فهو مقيد بما اذا لم يهد ثواب عمله للغير كما حققه صاحب الفتح.

وقال الشوكاني في نيل الأوطار: وعموم الاية مخصوص بالصدقة والصلاة والحج والصيام وقراءة القرآن والدعاء من غير الولد.

مذهب المالكية 

وأصل مذهب المالكية كراهة القران للميت، وذهب المتأخرون الى جوازها وهو الذى جرى عليه العمل فيصل ثوابها إلى الميت.

وقال الإمام ابن رشد: محل الخلاف ما لم تخرج القراءة مخرج الدعاء بأن يقول قبل قراءته "اللهم أوصل ثواب ما أقرؤه لفلان، فإن خرجت مخرج الدعاء كان الثواب لفلان قولا واحدا وجاز من غير خلاف.

العبادات البدنية 

وذهب الحنابلة الى وصول ثواب جميع العبادات والقربات إلى الميت وانتفاعه بها إذا جعل ثوابها إليه، وذهب الشافعية في المشورة إلى وصول ثواب القربات إلى الميت ما عدا العبادات البدنية المحضة كالصلاة والصوم وتلاوة القرآن والذكر. 

إجماع العلماء 

ونقل ابن عابدين إجماع العلماء على ان الدعاء للأموات ينفعهم لقوله تعالى ( والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان )، ولقوله صلى الله عليه وسلم: اللهم اغفر لأهل البقيع، وقوله: اللهم اغفر لحينا وميتنا.

وشرعت الصلاة على الميت وهي دعاء له، كما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه إذا مات المرء انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية وولد يدعو له وعلم ينتفع به.

الجريدة الرسمية