رئيس التحرير
عصام كامل

الدور على إخوان ليبيا

بعد الإطاحة بإخوان المغرب في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، وقبلها بأسابيع الإطاحة بإخوان تونس بإجراءات دستورية اتخذها الرئيس التونسى أتوقع أن يسعى إخوان ليبيا بكل قوة لتعطيل الانتخابات البرلمانية والرئاسية المقرر إجراؤها فى ليبيا قبل نهاية هذا العام، حتى يتفادوا هزيمة تنتظرهم لتقضى على ما تبقى لهم من نفوذ فى شمال إفريقيا، بل والمنطقة العربية كلها التى توالت فيها هزائمهم والتى كانت بدايتها فى مصر قبل أكثر من ثمانية أعوام.

 

 

وأستند فى توقعى هذا إلى رصد ما يشعر به الإخوان الآن بعد هزيمتهم القاسية الجديدة فى المغرب من خلال أقوالهم وتصرفاتهم.. حيث يشعرون الآن أن الدور عليهم فى ليبيا وإن هزيمة جديدة تنتظرهم فيها إذا تمت الانتخابات البرلمانية والرئاسية بها، ولذلك يحاولون الآن تعطيل إجراء هذه الانتخابات لتفادى هذه الهزيمة الجديدة المنتظرة.. وهم يعتمدون فى ذلك أولا على الدعم الكبير لهم من تركيا التى تماطل حتى الآن فى سحب ميليشياتها المسلحة وقواتها العسكرية من الآراضى الليبية، وأيضًا على الميلشيات العسكرية التابعة لهم والتى تتمركز فى طرابلس العاصمة وتتواجد فى مناطق أخرى فى الغرب الليبى.

 

إن الإخوان بدلا من أن يتراجعوا تكتيكيا فى ليبيا إختاروا التشبث بما لديهم من نفوذ حالى في الأراضى الليبية على غرار ما فعل الإخوان في مصر حينما تمسكوا باعتصامهم في رابعة والنهضة وانخرطوا في أعمال عنف في أنحاء متفرقة في البلاد، ويحرضهم على ذلك الأتراك.. لذلك بات الأمر يحتاج الآن لضغوط دولية كبيرة ومؤثرة خاصة من مشاركى مؤتمر برلين على تركيا لتسحب قواتها العسكرية والمرتزقة الذين جلبتهم من سوريا للأراضى الليبية إذا كانت هناك رغبة دولية  حقيقية وصادقة في استعادة الاستقرار في ليبيا.. إنه إذن اختبار صريح لنوايا هذه الدول ليس فى ليبيا وحدها وإنما فى كل منطقتنا العربية. 

الجريدة الرسمية