رئيس التحرير
عصام كامل

صفعة مغربية للإخوان!

هزائم الإخوان تتوالى فى منطقتنا العربية وآخرها اليوم هزيمة إخوان المغرب فى الانتخابات البرلمانية التي جرت مؤخرا فيها.. فقد منى حزب إخوان تونس (العدالة والتنمية) بهزيمة قاسية جدا حينما فقد أكثر من تسعين فى المائة من مقاعده البرلمانية، حيث لم يحرز سوى ١٢ مقعدا برلمانيا فقط مقابل ١٢٥ مقعدا فى البرلمان السابق، ليأتى فى المركز الثامن من حيث أعداد المقاعد البرلمانية.. وسبقه سبعة أحزاب تصدرها حزب التجمع الوطنى للأحرار بنحو ٩٧ مقعدا برلمانيا، يليه حزب الأصالة والمعاصرة بنحو ٨٢ مقعدا، ثم حزب الاستقلال بنحو ٧٨ مقعدا، وحزب الاتحاد الاشتراكى بنحو ٣٥ مقعدا وحزب الحركة الشعبية بنحو ٢٦ مقعدا.. وهكذا حتى فرصة تصدر المعارضة السياسية فى البرلمان المغربى الجديد فقدها إخوان المغرب. 

 

 

ولاشك أن هذه الهزيمة القاسية التى مني بها الإخوان فى المغرب سوف يكون لها تأثيرها الشديد وتداعياتها العميقة على الإخوان فى كل أنحاء منطقتنا العربية، خاصة وأنها تأتى بعد أحداث تونس الأخيرة والتى تم خلالها الإطاحة بحكم الإخوان فيها من خلال مجموعة من التدابير السياسية للرئيس التونسى قيس سعيد فى إطار الصلاحيات التى يمنحها له الدستور التونسى.. وبالطبع سوف ينال إخوان مصر نصيبهم من هذه التداعيات والتأثيرات لتزيد حالة اليأس لديهم فى التخلص مما يعتبرونه أخطر محنة لهم فى تاريخهم.

 

كما أن هذه الهزيمة الانتخابية القاسية التى أصابت إخوان المغرب سوف تحض مراكز صناعة القرار فى أمريكا والغرب على مراجعة أفكار الاعتماد على الإخوان فى منطقتنا والتعاون معهم لمواجهة التنظيمات الأكثر تشددا والتى تجاهر بممارسة العنف والإرهاب وتتباهى به.. فإن انتخابات المغرب البرلمانية جاءت تؤكد ما سبق أن أوضحته انتفاضة يونيو فى مصر وعززته أحداث تونس من أن الإخوان مكروهين شعبيا فى منطقتنا، وأهلها يرفضون حكمهم ولا يقبلون بسيطرتهم على بلادهم. 

الجريدة الرسمية