ماذا يجرى فى ليبيا؟!
هذا السؤال يفرض نفسه بقوة الآن بعد أن تتالت بعض الأمور الملفتة للانتباه، بدءا من زيارة رئيس الوزراء الليبى تركيا وعقد اتفاقات جديدة معها تفوق اتفاقات السراج، ولم يتطرق رئيس الوزراء الليبى فى مفاوضاته مع تركيا لموضوع سحب القوات التركية من الآراضى الليبية ومعها المرتزقة الذين جلبهم الأتراك إلى ليبيا.. وفى ذات الوقت رفضت الإدارة الليبية الجديدة بيان اللجنة العسكرية المشتركة الذى طالب بجلاء القوات التركية عن ليبيا.. ولذلك إرتفعت أصوات داخل البرلمان الليبى لسحب الثقة من الحكومة الليبية فى جلسة المساءلة التى حددها رئيس المجلس لمساءلة الدبيبة، الذى لم يقبل البرلمان الليبى مشروع الموارنة الذى قدمه له.
أن توالى هذه الأمور ينذر بعدم إمكانية إجراء إنتخابات جديدة -سواء برلمانية أو رئاسية- فى ليبيا، خاصة وأنه لم يتبق على الموعد المحدد لهذه الإنتخابات سوى نحو ثلاثة أشهر فقط لا تكفى لإتخاذ الاستعدادات اللوجستية لهذه الانتخابات.. وهذا يمهد للتمديد للحكومة الليبية الحالية لفترة لا يعلم أحد مداها، على غرار ما حدث مع حكومة السراج، وهو ما أدى إلى إندلاع الصراع العسكرى ضاريا فى ليبيا ومهد لمزيد من التدخلات الأجنبية، وصلت إلى حد تسهيل جلب المرتزقة والارهابيين من سوريا إلى ليبيا.
وهكذا الأزمة الليبية تدخل منزلقا جديدا يشى بالخطر على ليبيا وعلى جيرانها، خاصة بعد أن أشارت معلومات تونسية إلى أن ثمة خطة تم إكتشافها كانت تقضى بتدبير عملية إغتيال للرئيس التونسي قيس سعيد يصاحبها إختراق مجموعات من الإرهابيين الحدود التونسية قادمين من ليبيا للسيطرة على البلاد.. وعلينا الإنتباه الشديد والحذر الكبير، خاصة وأننا لنا حدودا مشتركة مع ليبيا، وسبق أن جربنا إختراق حدودنا من إرهابيين كانوا يتركزون فى الآراضى الليبية فى رعاية التكفيريين الليبيين وفى مقدمتهم إخوان ليبيا .