رئيس التحرير
عصام كامل

السياسة والأخلاق !

المعروف والمتداول أن السياسة والأخلاق نقيضان لا يجتمعان لأن لعبة السياسة يستخدم فيها ألاعيب ووسائل غير أخلاقية.. حيث يسود هذه اللعبة الكذب وتشويه الخصوم بالباطل وترويج الشائعات والغش والخداع، وكل ذلك يتناقض مع الأخلاق ويتعارض مع القيم الأخلاقية.. والأمثلة كثيرة وعديدة أحدثها ما رأيناه في أمريكا في انتخاباتها الرئاسية عندما انهالت البلاغات ضد ترامب أثناء الحملة الانتخابية الرئاسية تتهمه بالتحرش بنساء، وكيف سعي ترامب أيضا لتحريك قضية فساد ضد إبن بايدن للنيل منه انتخابيا! 

 

لكن مع ذلك يحرص من يمارسون العمل السياسي بشدة على أن تظل صورتهم الأخلاقية تتسم بالنقاء أمام الناس، ويسعون دوما ألا تتشوه هذه الصورة حتى لا يفقدوا احترام الناس ويحرمون من أصواتهم فى الانتخابات.. وأكثر السياسيين حرصا على ذلك هم هؤلاء الذين يدعون إنهم يكافحون دفاعا عن حقوق ومصالح  عموم الناس.. لذلك عندما يفتضح أمرهم  ويتبين أنهم يخاصمون الأخلاق ولا يلتزمون بها في سلوكهم الخاص تكون فضيحتهم بجلاجل، ويفقدون ثقة واحترام الناس الذين لا يستطيعون تصديقهم! 

لذلك لا يقبل الناس من هؤلاء السياسيين بعد الكشف عن فضائحهم مسجلة بالصوت والصورة أى كلام يقولونه حتى ولو أقسموا بأغلظ الإيمان وتعهدوا إنهم تابوا وأنابوا والتزموا بالسلوك القويم.. فلن يفيدهم حلو الكلام أو القدرة الكبيرة فى ممارسة فنون الغش والخداع والتضليل.. ولن ينفعهم اجتذاب بعض المناصرين والمؤيدين والمشايعين، ولن يساعدهم الإعلام في إعادة الترويج لهم مجددا!.. فان الفضائح الاخلاقية عندما تندلع نيرانها فإنها تلتهم سمعة هؤلاء.. وتقضي على سمعة أصحاب هذه الفضائح الأخلاقية، حيث لا تفيد محاولات تبييضها من جديد.. وهذا درس لهؤلاء ولكل من يساندونهم.

الجريدة الرسمية