قوافل الخير.. ومنظمات الشر!
اهتم الدكتور مصطفى مدبولي فى كلمته فى يوم إطلاق أكبر قافلة خير لمساعدة مليون أسرة أن يستعرض تاريخ العمل الأهلى فى البلاد منذ تأسيس أول جمعية أهلية فى البلاد خلال القرن الثامن عشر ليؤكد عراقة العمل الأهلى المصرى الذى سبق كل البلاد العربية.. ورئيس الحكومة محق بالفعل فى ذلك.. فإننا لدينا عمل أهلى له تاريخ وله إنجازات عديدة أيضا، عندما تطور ليتسع هذا العمل الأهلى ليشمل مع الانشطةَ الخيرية، أنشطة رعائية، ثم أنشطة تنموية، ومؤخرا أنشطة حقوقية أيضا.
ومع ذلك فإننا يتعين ألا ننسى أن العمل الأهلى المصرى استغل سياسيا، رغم أن المجتمع المدنى طبقا لما استقر عليه العالم لا يشمل الأنشطةَ التى تتعلق بالتنافس للوصول إلى السلطة والاحتفاظ بها.. كما إستغل أيضا العمل الأهلى من قبل أهل التطرف والتكفير.. إن جماعة الإخوان قامت بوصفها جمعية أهلية وحصلت على ترخيص بذلك بالفعل، وهو ما مكنها من تلقى التبرعات وتنظيم حملات لجمعها منذ اليوم الأول لنشأتها، وأيضًا الحصول على منح حكومية، واستخدمت هذه الأموال فى تمويل نشر التطرّف الدينى ثم تمويل أعمال العنف والاغتيال التى قامت بها..
وقد تناول كتابا (أموال الإخوان.. من حسن البنّا إلى إبراهيم منير) هذا تفصيلا.. ولم يقتصر الأمر على ذلك فقط وإنما مع بداية الألفية سعت تلك الجماعة لتأسيس عددا كبيرا من الجمعيات الأهلية استغلتها فى جمع التبرعات أيضا وعلى نطاق واسع، وقائمة التحفظ على أموال الإخوان بعد يونيو ٢٠١٣ تشمل أموال العديد من الجمعيات الإخوانية.
لقد استغل أهل الشر أعمال الخير بجرأة واسعة، فى غياب اليقظة المجتمعية.. وهذا درس يتعين أن نظل نتذكره جيدا حتى نحمى أنفسنا منهم ونحافظ على نقاء العمل الخيرى، الذى يجب أن ترتقى به إلى مستوى العمل التنموى.