تبرعوا لهذا البلد!
تستعد الأمم المتحدة لعقد مؤتمر جديد لجمع مساعدات للشعب الأفغانى يحتاج إليها فى ظل الأزمة الاقتصادية الحادة لبلاده.. وسبق هذا المؤتمر عقد مؤتمرات دولية مماثلة تحت رعاية دول معينة لمساعدة الشعب اللبنانى الذى يعانى أزمة اقتصادية قاسية طالت البنزين والكهرباء والخبز والدواء أيضا، ولمساعدة إعادة بناء قطاع غزة بعد التدمير الذى لحق به بسبب العدوان الإسرائيلى الأخير.. وبعد مؤتمر أفغانستان سوف تتم الدعوة مستقبلا لمؤتمرات دولية أخرى لمساعدة الشعب الليبى والشعب السورى..
وهكذا أصبحت المؤتمرات الدولية لمساعدة الشعوب ظاهرة متكررة فى العالم نتيجة ما تعرضت له هذه الشعوب ودولها من قِبَل دول كبرى إما قامت بغزوها والعدوان عليها أو أصرت على التدخل فى شئونها لتغيير أنظمتها السياسية بدعوى حمايتها وصنع الديمقراطية لها.
ولو كانت هذه الدول قد كفّت أيديها عن هذه الشعوب من قبل ولم تقم بغزوها أو التدخل فى أمورها السياسية لما كانت فى حاجة لمساعدة من أحد، ولما كانت هناك ضرورة لعقد هذه المؤتمرات الدولية لجمع التبرعات لمساعدة شعب هنا وآخر هناك..
إن أفغانستان أو لبنان أو سوريا أو ليبيا أو فلسطين أو العراق لم تطلب دعما أو مساعدة من أحد قبل أن تفسد حياتها دول عظمى ودوّل إقليمية، بالتدخل فى شئونها وسلبها إرادتها، وكانت تعتمد على نفسها وقدراتها الذاتية قبل حدوث هذا التدخل.. ولذلك ليس كرما من أحد أن يرعى أو ينظم تلك المؤتمرات الدولية لتقديم العون والمساعدة الدولية لشعب من الشعوب.. إن هذه الدول تدفع بعضَ دَينٍ عليها؛ لأنها مسئولة عما لحق بهذه الشعوب من معاناة وألم وأزمات.