رئيس التحرير
عصام كامل

هل يكون إصلاحًا حقيقيًا؟!

في رأيي أن التطوير المطلوب في منظومة التعليم ينبغي أن يكون شاملًا يلبي الاحتياجات الحقيقية للدولة والجمهورية الجديدة القائمة على الرقمنة والتكنولوجيا الفائقة، تطوير يوازن بين سوق العمل والتخصصات العلمية المطلوبة.. وهنا ينبغي للقطاع الخاص أن يبادر لمساعدة الحكومة بضخ استثمارات ضخمة في التعليم لصناعة خريج أو باحث كفء لتجنى البلاد ثمرات إنتاجه العقلي عبر مراحل أساسية من الدعم والتحفيز وتبني النماذج الفذة القادرة على مضاعفة القيمة المضافة والعائد الاقتصادي من ورائها وحمايتها من الهجرة للخارج وحرمان مصر من عطائها وما يمكن أن توفره من فرص عظيمة للترقي وحيازة أسباب القوة.

 

لا جدال أن اكتمال مقومات القوة لن يتحقق دون نجاح التعليم ووجود خريج يملك أدواته ومهاراته وهو ما تعمل لأجله الدولة حاليًا وساعتها سنجد صناعة راقية تغنينا عن الاستيراد وزراعة صالحة تحقق الاكتفاء الذاتي من الغذاء وتوفر مستلزمات التصنيع وصحة عفية وأخلاقًا رفيعة تكرس للأمن والاستقرار والتقدم، ويوم نستطيع بتعليمنا المنافسة العالمية في إنتاج الأفكار والمعرفة وإفراز خريجين ذوي قدرات ومهارات وخبرات تؤهلهم لارتياد سوق العمل بقوة وخلق بيئة جاذبة للمتعلمين لاسيما في التعليم الفني ببيئة تنشر السعادة بين أطفالنا..

إكتشاف المواهب

 

 فيذهبون لمدارسهم فرحين يحملون البهجة والتفاؤل وليس حقائب ينوء بحملها الكبار، حقائب محشوة بكتب وكراسات ترهقهم وتبدد طاقاتهم وأحلامهم وتعكر صفو طفولتهم.. فضلًا عما يلقونه من معاملة جافة تأتيهم أحيانًا من بعض القائمين على العملية التعليمية.. يومها من حقنا أن نطمئن ونفخر بنجاح تعليمنا ونأمن على قادة مستقبلنا يوم يجد أبناؤنا اهتمامًا بالرياضة والرحلات والأنشطة والفنون ومسابقات الثقافة والإبداع والمشاركة المجتمعية والتغذية المدرسية كما قال الرئيس السيسي.     

 

النظام الجديد للثانوية العامة لا يزال محل تقييم فإما أن يكون إصلاحًا حقيقيًا أو مراوحة في المكان دونما أي فعالية حقيقية..  لكن ما نرجوه حقًا أن تتحرر العقول من النمطية التعليمية ومن الحفظ والتلقين والاستظهار إلى آفاق أوسع من إعمال الفكر والحوار والابتكار والتحليل والنقد البناء والمبادرة وقبلها التخلص من كل أنظمة الامتحانات البالية مقبرة التعليم وسلة الفشل.. 

 

ما زلنا في حاجة لآليات حقيقية لاكتشاف المواهب والتقاطها وتنميتها والإفادة من إسهامها في نهضة البلاد والعباد وعدم تركها فريسة للإحباط وأعداء النجاح والتطوير حتى لا تضيع على مصر فرص مؤكدة في النهوض والتقدم بأيدى أبنائها البررة وهو أمر يحرص عليه الرئيس السيسي ويسعى لتحقيقه عبر مد جسور التواصل مع عقول مصر المهاجرة.. وحري بنا لو أمكننا وقف هجرة تلك العقول التي تمثل نزيفًا حقيقيًا ينبغي أن يتوقف.. فمصر أولى بأبنائها.

الجريدة الرسمية