في انتظار تحقيق وعد الوزير!
د. طارق شوقي وزير التربية والتعليم وعد وأظنه صادقًا بإزاحة كابوس الثانوية العامة الجاثم فوق صدورنا منذ عقود لم تحقق الثانوية العامة خلالها أي عدالة أو تكافؤ فرص، ولم تصنع مستقبلًا أفضل ولا عبرت بأي حال عن قدرات أبنائنا الحقيقية وأولهم بالطبع الذين حصلوا على مجموع 100%؛ في سابقة لم تعرفها أعتى الدول تقدمًا حتى الدول التي كانت أقل منا تعليمًا صارت اليوم تناطح السحاب بعد أن جعلت تنمية البشر والاستثمار في تعليمهم وصحتهم أولى أولوياتها.. بينما أنظمتنا السابقة أهملت هذا المسار غافلة عن أن كل تطور يلزمه تعليم جيد توضع له استراتيجية وبوصلة لا يخطئها وأهداف لا يحيد عنها.
من أسباب تراجعنا في التعليم فيما مضى أننا كنا نرضخ لضغوط جماعات رفض من مصلحتها أن يبقى تعليمنا مترديًا يراوح مكانه بلا جدوى وهو ما أدركه الرئيس السيسي فجعل التعليم كما الصحة في صدارة أولوياته بحسبانهما من الملفات التي لا تقبل تأجيلًا ولا تسويفًا ولا إهمالًا؛ فمن دون إصلاحهما لا تنهض أمة ولا تتقدم قيد أنملة. وبفضل هذه الرؤية والإرادة السياسية تقوم حكومتنا بإصلاح حقيقي في التعليم والصحة؛ إصلاح ينهي سطوة الثانوية العامة ويضع حدًا لمتاعبها.. وكفانا ما تسببت فيه من هشاشة وقصور في منظومة التعليم ونوعية الخريجين، وما أحدثته من انفصام بين سوق العمل والمنافسة الحرة وبين حملة الشهادات الجامعية غير المطلوبة في تلك السوق شديدة التطور والتعقيد.
خطة إصلاح طموحة
لم يجن بلدنا من تعليمه التقليدي سوى طابور طويل من العاطلين الذين يتخرج آلاف منهم سنويًا ثم لا يجدون عملًا مناسبا لمؤهلاتهم.. وكان أحرى بنا لو حببناهم في التعليم الفني وغيرنا نظرتهم الدونية إليه بمزيد من الحوافز والاهتمام وتوفير فرص العمل فما أحوجنا في مصر لمثل هذا النوع من التعليم الذي تجنى ألمانيا منه أكثر من 100 مليار دولار سنويًا نتاجًا للأيدي العاملة الفنية المدربة.. ما أشد حاجتنا لعمالة فنية متعلمة تعليمًا راقيًا ومدربة على أحدث تكنولوجيا العصر لسد احتياجات مصانعنا ومزارعنا والقطاعات الخدمية لمثل تلك الأيدي الفنية الماهرة في تخصصات مطلوبة مثل التربة والميكانيكا والسكك الحديدية وغيرها.
يقيني أن لدى الرئيس السيسي خطة إصلاحية طموحة يجري تنفيذها لإعادة صياغة منظومة التعليم بشتى مكوناته وإحداث نهضته المأمولة على أسس أكثر حداثة وتقدما لتضع مصر على خريطة العالمية.