مصر.. تركيا.. ليبيا
ليبيا سوف تتصدر مباحثات الجولة الاستكشافية الثانية بين مصر وتركيا التى سوف تتم هذا الشهر فى العاصمة التركية.. وما يحدث الآن فى ليبيا يجعلها تحتل مكانة بارزة فى المباحثات المصرية التركية المقبلة.. حيث تماطل تركيا فى سحب قواتها والمرتزقة المسلحين الذين جلبتهم للآراضى الليبية، بينما أجمع كل المشاركين فى مؤتمر جيران ليبيا الذى استضافته الجزائر على سحب القوات الأجنبية والمرتزقة من الآراضى الليبية دون إبطاء حتى يتسنى لليبيين إجراء الإنتخابات البرلمانية والرئاسية فى موعدها المقرر والمتفق عليه قبل نهاية هذا العام، وهى الإنتخابات التى يحاول إخوان ليبيا تعطيل إجراءها، فى ظل عدم إتخاذ الحكومة الليبية المؤقتة موقفا حاسما من ذلك.
نعم العلاقات المصرية التركية ستفرض نفسها على الجولة الإستكشافية الثانية من المباحثات التى بدأت إستجابة لطلب تركى بتطبيع العلاقات مع مصر، خاصة وأن الجانب التركى لم يستجب بعد لكل الطلبات المصرية الخاصة بإبداء حسن النية تجاهنا، إلا أن ما تشهده ليبيا الآن من تطورات وتصرفات وتحركات مختلفة دفعت بالشأن الليبى ليحتل مكانة مهمة فى هذه المباحثات المصرية التركية، خاصة وأن تركيا إعتمادا على بعض القوى الليبية لم تستجب حتى الآن للمطلب الذى تم الإجماع عليه دوليا وهو سحب قواتها وميليشياتها المسلحة من الآراضى الليبية فى ظل عدم إظهار الحكومة الليبية حزما تجاه تركيا فى هذا الأمر.
والملفت للإنتباه أن الخارجية المصرية أطلقت على المباحثات المصرية التركية المقبلة وصف الإستكشافية، وهو وصف يشى بأن مرحلة الطلبات المصرية من تركيا لتطبيع العلاقات معها لم يتم تجاوزها بعد، فهذا أمر مرهون بنتائج هذه الجولة الثانية من المباحثات .