هجرة غير شرعية.. لماذا؟!
كان متعارفا بين النخبة أن اتجاه شبابنا فى سنوات خلت يرجع إلى المخاطرة والسعى للهجرة غير الشرعية يرجع إلى زيادة معدل البطالة وانخفاض فرص العمل المتاحة فى المجتمع.. ولذلك لابد أن يفرض السؤال نفسه لماذا العودة إلى مخاطرة الهجرة غير الشرعية رغم تزايد فرص العمل الموجودة داخل البلاد، وهو ما أدى إلى انخفاض معدل البطالة خلال السنوات القليلة الماضية بنسبة النصف تقريبا؟
وحتى الآن لم يقم أى مركز للدراسات أو جهة حكومية بإجراء بحث للمشاركين فى محاولات الهجرة غير الشرعية للوقوف على أسبابهم ودوافعهم وتداعيات المحاولة عليهم.. ولذلك ستبقى الإجابة على هذا السؤال من قبيل الاجتهاد غير المدروس أو المدقق بالبحث والتحرى.
حصار الهجرة غير الشرعية
وفى إطار هذا الاجتهاد الذى يحتاج للدراسة والبحث يمكن الإشارة إلى أنه رغم توفر مزيد من فرص العمل فإن الدخل المتاح لشرائح اجتماعية لا يكفى للوفاء باحتياجات من ينتمون لها.. ولذلك مازال دافع الهجرة إلى الخارج موجودا لديهم وذلك أملا فى زيادة دخولهم.. وهذه الشرائح الإجتماعية فى الأغلب تنتمى إلى الفئات الدنيا من الطبقة المتوسطة الذين هبط منهم أعدادا تحت خط الفقر كما تشير أرقام بحث الإنفاق والاستهلاك الذى يعده جهاز التعبئة والإحصاء كل عامين منذ بداية الألفية الجديدة.
وهنا نضع أيدينا على نتيجة مهمة هى أنه لا يكفى فقط للسيطرة على ظاهرة الهجرة غير الشرعية تخفيض معدل البطالة بزيادة فرص العمل المتاحة فى المجتمع، وإنما يتعين السعى لرفع مستوى المعيشة من خلال زيادة الدخول الحقيقية للمواطنين لتزيد قدرتهم على تحقيق احتياجاتهم الأساسية.. وسوف يكون بالطبع لمبادرة حياة كريمة التى تستهدف الإرتقاء بحياة أهل الريف دورا فى هذا الصدد مما يساعد على حصار الهجرة غير الشرعية، خاصة وأن العدد الكبير من المتورطين فى هذه الهجرة هم من شباب الريف.. لكننا معها نحتاج لمبادرة أخرى من الحماية الإجتماعية تستهدف أبناء الشريحة الدنيا للطبقة المتوسطة.