عظة تاريخية!
فى منتصف السبعينات تولى الدكتور جمال العطيفى مسئولية وزارة الإعلام، وتمنى صحفيون أن يساعد ذلك على إصلاح اعلامى يمنح اعلامنا دفعة قوية للنهوض والتقدم، خاصة وأن وزير الإعلام الجديد شجع الصحافة على أن تساعده كما قال وقتها على كشف السلبيات الإعلامية للتخلص منها.. وقد استجابت روزاليوسف وقتها لطلب وزير الإعلام وشرعت فى إعداد موضوعات تكشف تلك السلبيات.. وكان من حظى أن كلفنى فنان الصحافة البارع الأستاذ صلاح حافظ وأديب الصحافة فتحى غانم بهذه المهمة..
وبعد استقصاء وبحث ودراسة واستطلاع لآراء العاملين فى ماسبيرو نشرت المجلة لى تحقيقا بعنوان (عزبة الإذاعة)، وآخر بعنوان (إمبراطورية التليفزيون).. ورغم أن الوزير لم ينزعج أو يضيق بما نشر فقد إنبرى بعض العاملين فى الوسط الإعلامى، يتقدمهم المسئولون عن مجلة الإذاعة والتليفزيون يهاجمونني بشدة ردا على ما نشرته، غير مدركين أن وزير الإعلام كان يبغى بالفعل أن نساعده فى كشف السلبيات حتى يواجهها ويتخلص منها إعلامنا وقتها، وإن كان الوقت لم يسعفه للقيام بذلك فعلا.
ووقتها وبحكم السن أزعجنى هذا الهجوم ولم يختف هذا الانزعاج إلا عندما تكفل الاستاذ صلاح حافظ بالرد بقوة عليه مع الإشادة بى منبها إياهم أن روزاليوسف ساعدت وزير الاعلام كما طلب شخصيا فى كشف سلبيات إعلامنا حتى يتم التخلص منها.. لكن مع مرور السنوات والتقدم فى العمر تبين لى ما لم أهتم به وقتها وهو أن معارضة الإصلاح قد لا تأتى من أعلى أحيانا، وإنما تأتى من مستويات أقل لإنها تتوهم أن ذلك يرضى المستويات الأعلى.