أبدًا لن تموت!
شق قناة السويس الجديدة التي نحتفل بذكراها السادسة هذه الأيام لم يكن فقط عملًا خلاقًا وإنجازًا باهرًا تحقق في وقت قياسي فحسب بل حين فعلها الرئيس السيسي أثبت أن روح هذا الشعب الذي وجد أخيرًا من يوقد حماسته ويشحذ همته قد تمرض أو تخفت أو تتوارى لكنها أبدًا لا تموت ولن تموت ما جرت في العروق دماء.. هذه الروح تجلت في أبهى صورها بعد نكسة يونيو 67.. فلم يهن المصريون ولا انكسرت عزيمتهم رغم جسامة الموقف ولا استسلموا لليأس والإحباط وآلة الدعاية الصهيونية المعادية التي جعلت نفسية أهل مصر هدفًا لنيرانها وسمومها التي لا تتوقف على مدار الساعة بل قاوموا بكبرياء وقوة وحكمة استمدت قوتها من عظمة تاريخ هذه الأمة..
رفض الشعب تنحي الرئيس عبد الناصر الذي له ما له وعليه ما عليه.. وأصروا على بقاء الرمز ليبعث فيهم روح الانتصار من جديد بعمل شاق وكفاح مرير خاضته مصر شعبًا وقيادة على مسارات عديدة تستهدف بناء الجيش واستنزاف العدو وتكبيده أعظم الخسائر وتوهين روحه المعنوية حتى تحقق نصر أشاد به العالم أجمع.. وهو نصر ما كان له أن يتحقق لولا وحدة الصف ووضوح الرؤية والهدف وتماسك الجبهة الداخلية وانشغال الجميع بتحرير الوطن ومحو آثار النكسة ووقوف الجميع خلف القيادة على قلب رجل واحد.
ستبقى مصر قوية
نعم.. حقق المصريون معجزة أكتوبر التي لا تزال تدرس في أعرق المعاهد والكليات العسكرية في العالم.. ثم جاءت المعجزة الأكبر بخروج المصريين في 30 يونيو ليصححوا مسارات يناير الخاطئة، ويتخلصوا من جماعة الإخوان الإرهابية.. وتلك ملحمة أخرى كتبها الشعب الذي انحاز إليه الجيش بقيادة الرئيس السيسي للخلاص من حكم فاشي لو استمر لتمزقت به مصر وذهبت ريحها.. وربما لم تعد هناك مصر من الأساس لا قدر الله..
هكذا عودنا شعب مصر العظيم على اجتياز الصعب بوحدته وتماسكه وإيمانه بوطنه وعدالة قضيته.. وهو بهذه الروح سوف يحافظ على مكتسباته وإنجازاته رغم أنف كل حاقد وباغٍ.. سوف ينتصر على المؤامرات والدسائس وستبقى مصر قوية صامدة منتصرة في معركة البناء والبقاء لتثبت للدنيا كلها أننا نستطيع بل نستحق دومًا ما هو أفضل.