محط أنظار الطامعين!
الذكرى السادسة لتشييد قناة السويس الجديدة فرصة لتذكير أجيالنا الجديدة بأنه في 7 نوفمبر 1869 جرى افتتاح القناة الأم أول ممر مائي يربط البحرين الأحمر والمتوسط، وقد ظلت تحت سيطرة فرنسا وبريطانيا حتى نهض ناصر ومن معه بتأميمها.. وأغلقت قناة السويس أبوابها في وجه الملاحة خمس مرات كان أطولها وأخطرها ما بعد نكسة يونيو 67؛ ذلك أنها توقفت 8 سنوات حتى أعادها السادات للعمل بعد انتصارات أكتوبر المجيدة.
حفر قناة السويس لم يكن عملًا سهلًا بل كان معاناة استغرقت 10 سنوات وتحملها 1.5 مليون شخص من جنسيات شتى بينهم عشرات الآلاف من العمال والفلاحين المصريين الذي أخذوا عنوة للعمل بنظام السخرة ولقي آلاف منهم حتفه تعبًا أو مرضًا بوباء الكوليرا وغيره من الأمراض المعدية التي أزهقت آلاف الأنفس.
قناة السويس رغم أهميتها الإستراتيجية الفائقة لمصر والعالم فقد كانت أحيانًا نقمة على المصريين أغوت الاستعمار وقوى البغي باحتلال بلادهم.. ولا تزال قناة السويس محط أنظار الدنيا ومثار حسد الطامعين في القفز على دورها.. ولا عجب والحال هكذا أن تستمر عمليات تطوير قناة السويس وتحديثها حتى اتخذ الرئيس السيسي قراره الشجاع بإنشاء قناة السويس الجديدة حيث وفرت ما يزيد على 11 ساعة كانت تضيع انتظارًا للعبور.. وها هي تستوعب السفن العملاقة وتلبي حاجة التجارة العالمية الآخذة في النمو والتزايد بسرعة الحركة والقدرة على استيعاب الناقلات مهما تكن ضخامتها.