"ملحمة" كانت ضربة البداية!
تنفيذ المشروع العملاق إزدواج قناة السويس بدأ في 7 أغسطس 2014 وجرى افتتاحه في 6 من الشهر ذاته عام 2015 ليثبت صدق ونفاذ رؤية الرئيس السيسي الذي راهن على النجاح بكل ما لديه من زخم سياسي وشعبية كبيرة.. وقد نجح رهانه على وعي الشعب المصري الذي آمن بوطنه وقيادته ورغب في التنمية والإنجاز بعد قلق واضطراب عاشهما في سنوات ما بعد يناير 2011..
نجاح هذا المشروع العملاق حمل رسائل إيجابية عديدة للداخل والخارج؛ فها هم المصريون يثبتون من جديد قدرتهم على الإنجاز وخوض التحدي بقلوب صادقة مطمئنة وعقول قادرة على التخطيط وسواعد قادرة على التنفيذ وقيادة رشيدة قادرة على توظيف إمكانات الحاضر لإدراك متطلبات المستقبل.. مثل هذه الحالة العالية مهدت الطريق لمشروعات قومية عملاقة في مجالات أخرى بطول البلاد وعرضها لتنقلها إلى حياة كريمة هي أحق بها وأولى.
ملحمة قناة السويس الجديدة
6 سنوات مرت على إنجاز ملحمة قناة السويس الجديدة التي جسدت بقوة تلاحم الشعب وقائده واصطفافهم جميعا خلف الوطن في فترة هي الأصعب في تاريخه.. ملحمة كانت ضربة البداية التي فتحت الطريق لإنجازات كثيرة تصنع التاريخ وتقدم أوراق اعتماد مصر للمستقبل.. وها نحن اليوم نجني ثمرات ما زرعته أيدينا.. مؤمنين بأن مصر في رباط إلى يوم الدين مهما اشتدت عليها المحن.. فقد خرجت مصر دائمًا منتصرة رغم ما شهدته من انكسارات وثورات ومحطات فارقة واحتفظت بشخصيتها الحضارية العصية على التذويب والاحتواء.. وأراها لا تزال قادرة بروحها الحضارية وإرادة أبنائها على كتابة التاريخ وعبور الأزمات والتحديات بالصبر والتفاؤل والعمل والعرق والتزود بقيم العلم وتكنولوجيا العصر.
لمصر شخصية تاريخية متفردة قادرة على خلق التميز شريطة أن يخلص بنوها كلٌ في مجاله وأن تصفو الضمائر والقلوب، وأن يعلى الجميع صالح البلاد كمعيار حاكم فيما نفعل وفيما نترك.. وألا نسلمها لفتنة أو مؤامرة لا تبقي ولا تذر.. وساعتها لن يرحم التاريخ أو يبرئ أحدًا، لا من سمح بذلك ولا من تخلف عن مساندة الدولة من قوى المجتمع الحية.. وكان حريًا بها أن تكون في ظهرها وفي طليعة المدافعين عنها.