أخبار السد!
عندما يسألني البعض ما هي أخبار السد الإثيوبي لا أجد إجابة أرد بها على هذا السؤال.. فمنذ أن طالبنا الرئيس السيسي بعدم المبالغة في القلق ولا يخرج علينا مسئول ليتابع معنا تطورات أزمة هذا السد، رغم أن تلك الأزمة شهدت بعض التطورات، منها قيام إثيوبيا بعملية ملء ثانية أفادت أنباء بأنها لم تكتمل حيث لم تتمكن إثيوبيا فيها سوى من حجز أربعة مليارات متر، بينما يؤكد الإثيوبيون أنهم حجزوا المستهدف وهو ١٣.٥ مليار متر..
كما شهدت تلك الأزمة أيضا زيارة قام بها وزير الخارجية الجزائرى لكل من مصر والسودان وإثيوبيا، وقال السودانيون إن الوزير حمل معه مبادرة جديدة لحل هذه الأزمة سياسيا.. وفى ذلك يمضي الوقت دون صدور أي رد فعل من مجلس الأمن بعد الجلسة التي عقدها لمناقشة تطورات هذه الأزمة، وكذلك لم تفعل شيئا قيادة الاتحاد الأفريقى الذي أوصى أعضاء مجلس الأمن باستمرار رعايته للمفاوضات الرئاسية رغم أنه باق لها نحو ستة أشهر.
أزمة معلومات
وكل ذلك يحدث في وقت تتزايد فيه حدة الأزمة الداخلية في إثيوبيا وتهدد بالعصف باستقرارها، بل تلوح باحتمال حدوث تغيير سياسي فيها.. ومع ذلك لا يتحدث أحد لدينا من المسئولين مع الناس ليعلمهم بالجديد في أزمة السد الإثيوبى وتطوراتها.. حتى ما يتعلق بالفيضان الجديد اكتفينا بمتابعته من مصادر سودانية وليست مصرية.. بينما يحتاج الناس لكي لا يبالغوا في القلق بالنسبة لهذه الأزمة أن يجدوا بشكل مستمر من يتحدث معهم ليحيطهم علما بتطوراتها والجديد فيها..
فعندما يعلم الناس يشعرون بالطمأنينة، أما عندما لا يعرفون فإنهم يقلقون ويبالغون في القلق.. ولا يستقيم أن يستقي الناس في مصر معلوماتهم حول تطورات تلك الأزمة المصيرية من مصادر إثيوبية، أو حتى من الأشقاء في السودان.. إنما يتعين أن يحصلوا على معلوماتهم من داخل بلدهم أساسا حتى لا يتعرضون للتضليل المتعمد.