رئيس التحرير
عصام كامل

محمود درويش.. 13 عامًا على رحيل شاعر الجرح الفلسطيني

الشاعر محمود درويش
الشاعر محمود درويش

في مثل هذا اليوم 9 أغسطس 2008 رحل شاعر الجرح الفلسطينى  محمود درويش وكانت آخر كلماته التي كتبها في ورقة صغيرة قبل دخوله حجرة العمليات "في صراعي مع الموت.. الموت سينتصر هذه المرة" وكانت آخر وصاياه “اذا فشلت الجراحة ارفعوا عنى الأجهزة”. 

ومحمود درويش رائد من رواد الشعر الذى عرف بشعر الحداثة لقب بشاعر الملايين من العرب وارتبط اسمه بشعر الثورة الفلسطينية وتميز شعره بالرمزية.

 

 ولد بإحدى قرى الجليل في فلسطين عام 1941، وترك بلاده وهو صغير لاجئا بين البلاد بسبب احتلال إسرائيل لبلاده في عام النكبة. 

عشق محمود درويش المتنبى وكان يعتبره شاعر العربية الأول، ووصف أم كلثوم بمتنبى الغناء العربى ومن أشهر أقواله: "لو عرفت أشجار الزيتون الأيادى التى زرعتها لأصبح زيتها دمعا". 

 

عاش حياته يكتب المقالات والقصائد  في الصحف منذ كان يقيم في الضفة الغربية حتى اعتقل من قبل السلطات الإسرائيلية بسبب ثوريته وانتقاداته للاحتلال وعندما خرج توجه إلى الاتحاد السوفيتى السابق ومنه إلى القاهرة 1972. 

 

تجربة الاعتقال الاولى 

شهد محمود درويش تجربة السجن عام 1961 بسبب اشتراكه في أمسية شعرية بالقدس دون تصريح من السلطات الإسرائيلية وخرج منه بشرط الا يغادر مقر اقامته في حيفا الا بتصريح وان يوقع يوميا في أقرب نقطة بوليس. 


اختاره الصحفى محمد حسنين هيكل كاتبا فى الأهرام مع نجيب محفوظ ويوسف إدريس وعائشة عبد الرحمن فى مكتب واحد بجوار مكتب توفيق الحكيم، فكانت القاهرة أهم محطات تجربة محمود درويش الشعرية. 


 أحب الشاعر الثورى نزار قبانى فى ميوله إلى البناء الرومانسى فى الشعر العربى ورويدا رويدا أخذ شعره طابع الثورية.

 

كما عشق اشعار صلاح عبد الصبور وعبد الرحمن الابنودى وأمل دنقل، وكون حوله اصدقاءا وكتابا اثناء عمله في الاهرام. 

 

الحياة فى مصر 

عن مصر وتأثير المثقفين في مصر عليه يقول محمود درويش: أنا أحد أبناء الثقافة المصرية تقريبا والأدب المصرى، التقيت بهؤلاء الكتاب الذين كنت من قرائهم، وكنت أعدهم من آبائى الروحيين، حيث وجدت نفسى اسكن النصوص الأدبية الرائعة التي قدموها وأداوم على قراءتها، كما التقيت بمحمد عبد الوهاب وعبد الحليم حافظ وسواهما والتقيت بكبار الكتاب لكنى لم ألتق بأم كلثوم وطه حسين". 

 

انضم إلى منظمة التحرير الفلسطينية وعمل بمؤسسات النشر فى لبنان، ثم استقال من المنظمة احتجاجا على اتفاقية أوسلو، وشغل منصب رئيس الاتحاد العام للكتاب فى فلسطين من مقره باريس عام 1973، وعاد إلى فلسطين وعمل رئيسا لتحرير مجلة شئون فلسطينية، وقام بتأليف دواوينه الشعرية التى لاقت قبولا حتى باع من ديوان واحد منها مليون نسخة، واستمد شهرته من أشعاره التى كان ينشرها فى جريدة الأنوار اللبنانية. 

 

حياته الزوجية 

 

تزوج محمود درويش للمرة الأولى من ابنة شقيق الشاعر نزار قبانى وكانت تصغره بـ 16 عاما وكان قد تعرف عليها اثناء إلقاء شعره في أمسية له في أمريكا، واستمر الزواج اربع سنوات وبسبب التقلب المزاجى لدرويش وحياته المتنقلة بين القاهرة ولبنان وامريكا وقع الطلاق. 

 

تزوج مرة أخرى من المصرية حياة الهينى وبعد سبعة اشهر فقط وقع الطلاق ليستمر بعدها خمس سنوات بدون زواج  انتج فيها 30 ديوانا شعريا جمع فيها بين الشعر والنثر. 

 

نهاية المشوار 

أثناء الحرب الأهلية فى لبنان ترك بيروت عام 1982 والاجتياح الاسرائيلى لبيروت وطرد منظمة التحرير منها أصبح درويش تائها فى البلاد وأصيب بمرض القلب وأجرى جراحتين فى القلب فى الثمانينيات، وسافر عام 2008 لإجراء عملية القلب المفتوح فى أمريكا وتوفى اثناء الجراحة ودفن فى قصر رام الله الذى سمى فيما بعد بقصر محمود درويش للثقافة. 

 

من أشعار دواوينه التى وضعها: ديوانه الأول عصافير بلا أجنحة، أوراق الزيتون، العصافير تموت فى الجليل، الصرخة، نيرون، موهبة الأمل، لون أصفر، حنين إلى النسيان، الغابة، قصيدة الأرض، مطر ناعم من خريف بعيد، حبيبتى تنهض من نومها، في حضرة الغائب، يوميات الحزن العادى، لماذا تركت الحصان وحيدا، لا تعتذر عما فعلت وغيرها من القصائد والدواوين. 

الجريدة الرسمية