رحيل الشاعر العراقى أمجد محمد سعيد
توفي قبل قليل الشاعر العراقي أمجد محمد سعيد حيث أعلن ذلك الناقد والروائي شعبان يوسف وكتب عبر حسابه الشخصي علي موقع التواصل الإجتماعي “فيس بوك" الشاعر العراقى الحبيب أمجد محمد سعيد.. يودعنا فجأة دون أى إنذار..موسم رحيل الشعراء القاسى.
وتنشر “فيتو” آخر قصائد الشاعر العراقي أمجد محمد سعيد
قصائد عن مصر
"مصر"
شفق على شفق
وماء فوق ماء
يرسم الاسم النبيلا.
ارث من اللهب الذي لا ينتهي
جيلا
فجيلا.
بلي الزمان
على سواحلك التي
- يا مصر -
تختصر المراحل
والعوالم
والفصولا.
ويظل سحرك يلهم الأجيال مبتدعا
رؤى بكرا
ومحتضنا
زعيما
أو حكيما
أو رسولا.
مأمونة
أرضا
وتاريخا
وشعب مفاخر جلى
ونيلا.
قصيدة "نار الإبداع"
ما الذي
بعد هذي السنين.
يمكن الآن
أن يتوهج غير الكلام.
كل شيء
ينام عليه التراب
أخيرا
وتبقى الحروف
التي ابدا لا تنام.
فالسلام
السلام.
يوم يولد بيت من الشعر
في حدقات الظلام.
والسلام
السلام.
يوم تطلق فرشاة رسم
وطبشور جص
بحارا
وخيلا
وسرب حمام.
والسلام
السلام.
يوم تنهض
من حجر ساكت
شفة من رخام.
تستعيد أغاني الخلود
على ذكريات الرفات
وهمس العظام.
والسلام
السلام.
يوم تنطق باللحن قيثارة
أو تسافر بالعود روح
إلى شرفات المقام.
قصيدة "القمر"
رأى حافظ في المساء الشرود، القمر.
رغيفا من الخبز
لكن شوقي رآه حبيبته
في مساء شفيف.
لكل أمير
امارته
فلشوقي أن يتباهى بتاج الهوى
ولحافظ أن يتسمى أمير الرغيف.
تصاوير من حلم
ورؤى تتناثر بين الكلام
وبين النظر.
لهذا تجنحت الكلمات
فصارت هداهد من مرمر
وتشظى المكان إلى دمعة
والزمان إلى ظبية
والحياة إلى لعبة
غير أن القمر.
كما كان
ظل ويبقى
سديما من العدم المستديم
وأسطورة من سكوت الحجر.
قصيدة "أثواب"
ربما ساء حافظ، شيء خفي.
حين بويع شوقي بعرش الامارة
لكنه كان يوقن
أن الرداء الملوكي، هذا
احتكار لشوقي
وأن له ثوبه البلدي
المقصب بالطمي
والعشب
نسج الجلابيب
عبر نجوع البلاد
وخلف القرى والحقول
وحافظ ادرك
ان القصائد مثل البشر.
مرة
تتالق في ذاتها
مثل نبض الشموس
وأخرى
تطل على خفر
وتنير بنور القمر.
وأخرى
يحاربها السامعون
وقد يعجز الناظرون اليها
اكتشاف مفاتنها
فتظل كلؤلؤة
في اقاصي المحيط
وجوهرة
في ظلام الحفر.
قصيدة "خلود"
دون شعر
كان شوقي
من سلالات الامارة.
وله في شرفة الايوان
كرسي الصدارة.
وله من تلكم الاوصاف
ميراث خراج
وتجارة.
ومعاش مستديم
وحظوظ
وسفارة.
لكن الشاعر ادرى
ان ما يبقى له
بعد رحيل الجسد الفاني
كتاب
وقصيدة
وعبارة.
قصيدة "افتراض"
ليلة البارحة.
فوق رمل الرصيف الذي بات مقهى.
كان شوقي، وحافظ
ينتظران معا
أحد الناشرين
وقد بدوا، ساهمين
فلم يشربا الشاي
أو ياخذا شيشة..
حدثا احد الجالسين بشيء
ولكنه لم يجب.
سألا النادل المتوسط في العمر شيئا
ولكنه لم يجب
مر وقت طويل
ولم بيق الا القليل
من الجالسين على الناصية.
اقفل النادل الباب
لم يلتفت لهما
حملا ورقا وقراطيس
واتجها مسرعين إلى شارع النيل
ثم إلى جهة
غامضة.
"الشارة"
لم تكن شارة
من عقيق.
أو عصا
من ذهب.
كان تاج الامارة
من زهر الضاد
والصولجان
كتاب العرب.