سر انسحاب عمرو خالد من حوار على الهواء في إحدى الفضائيات العربية
بعد غياب طويل عن الإعلام، خرج الداعية عمرو خالد في حوار مفاجئ على إحدى القنوات العربية، وكان محتوى الحوار مفاجآة، إذ كان الرجل يريد بشكل واضح إلقاء الأضواء على مشروعه الديني «الروحاني» الجديد، لكن الإعلامي السعودي الشهير خالد مدخلي، أطبق عليه الخناق وحاصره بأسئلة عن الحقبة التي انضم فيها للإخوان، ما أجبر «عمرو» على الانسحاب قبل نهاية الحلقة، بعد أن فاتت عليه فرصة تاريخية لإعادة تقديم نفسه للجمهور العربي في ثوب آخر.
ورطة كبرى
يقول حمود أبو طالب الكاتب والباحث،إن موافقة الداعية عمرو خالد على الحور في برنامج على فضائية عربية كبيرة ومع محاور متمكن ورطة كبرى، لافتا إلى أن ذكاء عمرو خالد لم يسعفه لمعرفة أن الحوار جاء لتعرية مرحلة الجماعة ورموزها ومن خرج من جلبابهم وليس إعادة إنتاجهم مرة أخرى.
لفت الباحث إلى أن الداعية عمرو خالد يمثل شريحة الـ«نيو لوك» في مشروع الدعاة الذين يعرفون كيف يتعاملون مع كل مرحلة، مردفا: عمرو طالما كان نموذجا للداعية المودرن، الكاجوال حليق اللحية، الذي يستطيع مجاراة الموضة في المظهر ليتغلغل في أوساط الشباب الجديد.
مشروع الإسلام السياسي
أضاف: خالد مدخلي ضيق الخناق على الداعية عمرو خالد، واستدرجه إلى الموضوع الذي يخاف الحديث بشأنه، وهو الموضوع الرئيسي الذي انطلقت منه شهرته «مشروع الإسلام السياسي» الذي مثلما أطلق نسخة الشيخ كشك في مرحلة ما، أطلق نسخة عمرو خالد لتتواكب مع جيل عمرو دياب.
أضاف: أراد عمرو خالد من خلال حواره مع خالد مدخلي أن يروج لمشروعه الجديد عن الروحانيات في الوقت الذي تمضي فيه مصر في مشروع إحياء ذاتها اقتصاديا وتعليميا وثقافيا وأمنيا واجتماعيا بعد التخلص من تنظيم الإخوان.
اختتم الباحث مؤكدا أن أهم وأوجب الواجبات على المجتمعات العربية والإسلامية أن تعتبر الداعية عمرو خالد مرحلة تسببت في كثير من الضرر، ولا يجب أن تتكرر، على حد قوله.
كان الداعية عمرو خالد، أعتذر أكثر من مرة عن تدخله في السياسة وخاصة ما بعد ثورة 25 يناير، كما أعترف أنه أخطا حين تبنى ثقافة الصوت المرتفع عند إلقاء الخطب بالمساجد بالرغم من نهي رسول الله عن الصراخ عند الدعاء.
برر «خالد» عزوفه عن الظهور في الإعلام خلال السنوات الماضية، زاعما أن أداء الإعلام خلال الفترة الماضية كان يسيطر عليه «ثقافة الضجيج» عبر محتوى غير راقٍ في البرامج الحوارية، معتبرا أن من يؤمن بمنطق الضجيج لن يصل لأي هدف في حياته.
