3 أسباب أجبرت قيس سعيد على هدم سيناريو تمكين الإخوان في تونس
لا يكف إخوان تونس عن وصف ما حدث في تونس من إجراءات استثنائية للرئيس قيس سعيد بالانقلاب، تستسهل الجماعة مع قدر كبير من التهديد المباشر وغير المباشر تجريم ما حدث، ولا تعترف أنه جاء بعد أن فاض الكيل بجميع مكونات المشهد السياسي من ممارسات صدامية وعدائية للإخوان وأنصارهم في تونس ـ حركة النهضة ـ وأصبح ترتيب المشهد من الداخل لحماية الدولة من الانهيار ضرورة يفرضها الواقع ومصالح الشعب التونسي.
إنقاذ تونس
يقول خير الله خير الله الكاتب والباحث، إن ما فعله الرئيس التونسي قيس سعيد ليس أكثر من خطوة من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه في تونس، لافتا إلى أن الواضح أن الرئيس التونسي يمتلك دعمًا قويًا من المؤسسة الأمنية.
أضاف: الأهم من ذلك كله أن قيس سعيد رئيس منتخب من الشعب مباشرة، وهذا يجعل منه رئيسًا شرعيًا يتصرف بما تمليه عليه واجباته الوطنية التي تتجاوز مصلحة فئة معينة لا هم لديها سوى الاستحواذ على السلطة.
أوضح الباحث أن حركة النهضة أظهرت خلال السنوات الأخيرة، خصوصا منذ خروج زين العابدين بن علي من تونس، على أنها القوة الفعلية المنظمة الوحيدة في البلد، لكنها كشفت تصرفاتها التي توجت بوصول زعيمها راشد الغنوشي إلى موقع رئيس مجلس النواب أنها تراهن على الوقت من أجل التمكن من تونس.
رجعية الإخوان
تابع: استخفّت دائمًا بأن الشعب التونسي مستعد للمقاومة وأن ليس من السهل إجبار المرأة التونسية على التخلي عن المزايا والمكتسبات التي تتمتع بها استنادًا الى قوانين عصرية وحضارية لا علاقة لها بالإخوان المسلمين ونظرتهم الرجعية.
لفت خير الله إلى أن النهضة أظهرت دهاء في تعاطيها مع الوضع التونسي وذلك منذ نجاح ثورة الياسمين، واضطرار بن علي إلى مغادرة البلد، مضيفا: شيئًا فشيئًا تسللت الى الإدارات التونسية، وساهمت في تضخيم جهاز الدولة وجعل المواطنين يعتمدون على رواتب من دون عمل منتج.
استكمل: ترافق ذلك تدهور مستمر للوضعين الاقتصادي والاجتماعي في ظل فوضى إدارية جعلت الشركات الكبرى، بما في ذلك شركات التعدين تنسحب من تونس.
شرعية قيس سعيد
أوضح الباحث أن قيس سعيد، ليس الباجي قائد السبسي الذي كان يمتلك شرعية تاريخية وعرف كيفية التعاطي مع النهضة معتمدًا على إرثه البورقيبي، لكن أحداث الأيام الأخيرة كشفت طبيعة أخرى للرجل، تعتمد على الجرأة والاستعداد للمواجهة، فقيس سعيد رئيسا للجمهورية انتخب بأكثرية شعبية كبيرة، وقد وجد بلده يتفكّك أمامه.
اختتم: لم يكن أمام الرئيس خيار آخر غير المواجهة بدل الانكفاء والانتظار حتى تقتطف النهضة ثمرة تونس، مردفا: الانقلاب الحقيقي لو امتنع قيس سعيد عن أخذ المبادرة وانتظر متفرجا على بلده ينهار، فكل ما في الامر أن الرجل تحمل مسؤولياته لا أكثر.