الأم والصديقة والخطيبة.. محطات نسائية في حياة الراحل هيثم أحمد زكي

«وريث الفن والوحدة واليتم».. هكذا كانت حياة الفنان الشاب الراحل هيثم أحمد زكي، القصيرة، فقد نشأ في عائلة فنية من الطراز الأول فوالده الفنان القدير الراحل أحمد زكي، ووالدته الفنانة الراحلة هالة فؤاد، لذلك عشق التمثيل منذ طفولته وبدأ أولى خطواته الفنية عن طريق والده.

ورغم امتلاك الابن للمقومات والموهبة الفنية إلا أنه تأخر كثيرًا عن أبناء جيله، بسبب مقارنته الدائمة بوالده، ولم تكن الموهبة الفنية فقط تلك التي ورثها عن والده فورث أيضًا الوحدة التي لازمته منذ وفاة الأم وتبعها رحيل الأب، وكذل اليتم في سن مبكر.



عمر قصير

رغم العمر الزمني والفني القصير للفنان الشاب الراحل هيثم أحمد زكي، والهدوء الخارجي الذي قد يخلفها ولكنها كانت أشبه بهدوء البراكين فمن بين جدران منزل والده الذي قرر الاحتماء به وحيدًا بعد وفاة الأخير كانت هناك الكثير من الأحداث والشخصيات صاحبة الحضور بشكل أو بآخر.



هالة فؤاد

الشخصية النسائية صاحبة الحضور والتأثير الأبرز في حياة الفنان الشاب الراحل، كانت والدته الفنانة الراحلة هالة فؤاد، التي أصرت رغم انفصالها عن زوجها الفنان الراحل أحمد زكي، ووالد نجليهما هيثم؛ بسبب انشغالها الفني، على أن تحتفظ بحقها في رعاية نجلها صغيرًا في كنف والدها المخرج أحمد فؤاد.

ولكن الاحزان كانت رفيقة هيثم أحمد زكي منذ نعومة أظافره، ففي عمر التاسعة من عمره توفي جده المخرج أحمد فؤاد عام 1992، وبعد عام واحد ودع الطفل الصغير والدته الفنانة هالة فؤاد، التي توفيت عام 1993، عن عمر يناهز الـ 35 عامًا، ليكون نفس العمر الذي توفي فيه الابن في نوفمبر 2019، إثر أزمة قلبية مفاجئة.

ورغم المدة القصيرة التي قضاها هيثم مع والدته إلا أنها كانت الفترة الأطول في حياته التي شعر  فيها بدفء العائلة، لينتقل بعدها للعيش مع والده وظل يعتني به أثناء رحلة مرضه حتى توفي عام 2005.



جدة هيثم أحمد زكي

محطة حزينة أخرى كانت في حياة ابن الوحدة واليتم هيثم أحمد زكي، بعدما فارقت جدته الحياة بعد عامين من وفاة والده، فتوفيت في عام 2007، أثناء تصويره فيلم البلياتشو، لتترك في نفسه أزمة وصدمة نفسية حادة خاصة أنه كان شديد التعلق بها، وبعد مرور أربع سنوات، توفي خاله المخرج أشرف فؤاد عام 2011، فهو كان آخر أفراد عائلته لتبدأ وحدته الاجبارية التي أثرت في حالته النفسية بشكل كبير.



ناهد السباعي

ووسط تلك الوحدة لم يكن هيثم محاطًا بمثل ما كان محاط به والده من الأصدقاء والمعارف، إلا من قلة من المقربين الذين أنزلهم هيثم أحمد زكي منزلة الاخوة والصداقة وكان من بين أبرز هؤلاء الفنانة ناهد السباعي، التي ارتبطت بصداقة الفنان الراحل هيثم أحمد زكي، منذ الطفولة.

وأكدت أن أسرتها وأسرته بطبيعة عملهم كانوا يتقابلون كثيرًا، موضحة أنها كانت تدرس فى نفس الجامعة التي كان يدرس فيها هيثم، مضيفة أنها عملت معه في فيلم سكر مر ومسلسل سبع وصايا، وأشارت إلى أن هيثم أحمد زكي كان شخصية كتومة ولا يتحدث مع أحد، مؤكدة أن هيثم كان له أصدقاء محدودة، ولكنه الله عوضه بظهور محبين ليس في مصر فقط ولكن في العالم العربي بعد وفاته.



خطيبة هيثم أحمد زكي

ومن الأم والجدة والصديقة تظهر الخطيبة، والتي كانت آخر المحطات النسائية في حياته، إنجي سلامة، والتي كشفت عن مضمون المكالمة الأخيرة التي دارت بينهما ليلة وفاته، وقالت في منشور لها عبر حسابها على موقع "فيسبوك"، إن آخر شيء قاله لها على التليفون هو "لا إله إلا الله وأستغفر الله"، كما طلب منها أن تقول "الحمد لله متشيلنيش همك".

وإنجي سلامة تعمل كخبيرة طاقة، وأعلنت وهيثم أحمد زكي خطبتهما قبل عام من وفاته، في حفل عائلي اقتصر على حضور الأقارب، ولم يكن يظهرا معا في أية مناسبات عامة، وكانت خطيبة هيثم أحمد زكي هي من اكتشف وفاته، بعد محاولتها الاتصال به أكثر من مرة ليتملكها الشك فتطلب من حارس العقار كسر باب شقته، ليجدوه قد فارق الحياة.