شيمتك الغدر
شخص ما وجد كلبة
صغيرة في السن، تبناها ورباها إلى أن كبرت في السن، ورأى أنها أصبحت مرهقة له
ماديا ولم تعد كسابق عهدها معه، تلعب وتحرس وتؤمن.
قيد عنقها بطوقه كالمعتاد حينما كانا يهمان للخروج والتريض سويا، بدت علامات الامتنان والفرحة على الحيوان الطيب، نزلت بصحبته من المنزل، مشيا كثيرا في الشوارع، ثم عاد بدونها.
تركها صاحبها بعد أن أصابه الملل منها، في أحد الميادين الكبرى بعيدا عن منزلها، حتى لا تعرف سبيلا للعودة بمفردها، رماها إلى جوار أحد الأعمدة ثم اختفى في الزحام هربا منها حتى لا تراه، بقيت الكلبة الأليفة تنتظر صاحبها الذي وثقت فيه أنه لن يخذلها، وما زالت تنتظر حتى كتابة تلك السطور، جالسة في مكانها، على وجهها قسمات مؤلمة يسيل لها الدمع.
غدر
يقول لسان حالها: "حتما سيعود ليأخذني، اثق فيه لأني لم أخذله يوما ما كنت أليفته وحاميته، المدافعة عنه ضد أي يد تمتد إليه، حتما سيعود إلى صاحبي، فإني أحبه ولن يتركني هنا وحيدة وسط الغرباء بعد أن عودني على عشرته والفته، لا أعرف كيف التصرف، من يطعمني؟، من يؤويني؟، من سيؤذيني؟، هل سأكمل أيامي الباقية على هذا الرصيف في الليل البارد؟".
تهللت أسارير مالكها، بعد أن تخلص منها، بأبشع الطرق وهو الترك، ونسي ما قدمت من إخلاص ووفاء، قابله بخسة وخيانة للعشرة.
ما سبق كان منشورا حقيقيا مؤلما قرأته على إحدى صفحات تبني الحيوانات الاليفة يرويها أحد الأشخاص على معرفة قريبة بحالة تلك الكلبة، مصحوبا بصورة لها، تكاد تنطق تفاصيلها بما تود أن تصرخ وتعبر، قائل: "لم تركتني أتيه وسط الزحام، لم آثرت الخلاص مني ولم أفكر يوما أن افعل، حتى في أصعب لحظاتك، وأحلك أيامك ظلمة".
الأليفة الحزينة
بئس الشيم البشرية وأحطها بلا أدنى شك أو اختلاف، "الغدر"، طبعها الله على قلب من غادرت قلوبهم الرحمة والإنسانية بكائنات ضعيفة لا حول لها ولا قوة، تحب بإخلاص جم وفطرة بريئة لا تعرف للطعن من الخلف سبيلا، وسيبقى ابن آدم نموذجا فريدا بين مخلوقات الله قاطبة، في جمع المتناقضات، بين غدر ووفاء، متقلبا بهما من حال إلى حال، سامحينا أيتها الأليفة الحزينة.. فليس ببني البشر من يملكون نصف مقدار وفائك.
قيد عنقها بطوقه كالمعتاد حينما كانا يهمان للخروج والتريض سويا، بدت علامات الامتنان والفرحة على الحيوان الطيب، نزلت بصحبته من المنزل، مشيا كثيرا في الشوارع، ثم عاد بدونها.
تركها صاحبها بعد أن أصابه الملل منها، في أحد الميادين الكبرى بعيدا عن منزلها، حتى لا تعرف سبيلا للعودة بمفردها، رماها إلى جوار أحد الأعمدة ثم اختفى في الزحام هربا منها حتى لا تراه، بقيت الكلبة الأليفة تنتظر صاحبها الذي وثقت فيه أنه لن يخذلها، وما زالت تنتظر حتى كتابة تلك السطور، جالسة في مكانها، على وجهها قسمات مؤلمة يسيل لها الدمع.
غدر
يقول لسان حالها: "حتما سيعود ليأخذني، اثق فيه لأني لم أخذله يوما ما كنت أليفته وحاميته، المدافعة عنه ضد أي يد تمتد إليه، حتما سيعود إلى صاحبي، فإني أحبه ولن يتركني هنا وحيدة وسط الغرباء بعد أن عودني على عشرته والفته، لا أعرف كيف التصرف، من يطعمني؟، من يؤويني؟، من سيؤذيني؟، هل سأكمل أيامي الباقية على هذا الرصيف في الليل البارد؟".
تهللت أسارير مالكها، بعد أن تخلص منها، بأبشع الطرق وهو الترك، ونسي ما قدمت من إخلاص ووفاء، قابله بخسة وخيانة للعشرة.
ما سبق كان منشورا حقيقيا مؤلما قرأته على إحدى صفحات تبني الحيوانات الاليفة يرويها أحد الأشخاص على معرفة قريبة بحالة تلك الكلبة، مصحوبا بصورة لها، تكاد تنطق تفاصيلها بما تود أن تصرخ وتعبر، قائل: "لم تركتني أتيه وسط الزحام، لم آثرت الخلاص مني ولم أفكر يوما أن افعل، حتى في أصعب لحظاتك، وأحلك أيامك ظلمة".
الأليفة الحزينة
بئس الشيم البشرية وأحطها بلا أدنى شك أو اختلاف، "الغدر"، طبعها الله على قلب من غادرت قلوبهم الرحمة والإنسانية بكائنات ضعيفة لا حول لها ولا قوة، تحب بإخلاص جم وفطرة بريئة لا تعرف للطعن من الخلف سبيلا، وسيبقى ابن آدم نموذجا فريدا بين مخلوقات الله قاطبة، في جمع المتناقضات، بين غدر ووفاء، متقلبا بهما من حال إلى حال، سامحينا أيتها الأليفة الحزينة.. فليس ببني البشر من يملكون نصف مقدار وفائك.