الفرار من الرحمة!
قرأت هذا المنشور عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، مذهولا مما به، وأنا أعرف أن أهلنا الأكارم فى صعيد مصر العظيم، لا يقبلون بهذه التفرقة تماما، وأنهم يكرمون البنات وإنجابهن إكراما بالغا، وأن أي تجاوز قد يحدث في حق هؤلاء الضعيفات لا يصدر سوى من قلة من معدومي الضمير والإنسانية والرحمة، لا تزال عقولهم وعقيدتهم تتحدث بأفضلية الولد على البنت، فى كل شئ حتى الطعام، مهما كان ضعف هدية الله لهم حتى لو كانت رضيعة!.
يقول المنشور الفيسبوكي والعهدة على صاحبته مع تحفظي على ذكر اسم المحافظة العريقة: "من صفحة صديقة، فضلت عدم ذكر اسمها، بمحافظة (.....)، بس أنا دمي اتحرق، فقلت انقل كلامها، حدث للأسف ، ست أعرفها ربنا رزقها بولد وبنت توأم ، تقوم الهانم تعمل إيه؟ ، ترفض ترضع البنت لبن طبيعي عشان شايفة أن الولد أحق بيه، أما البنت فهي مواطن درجة ثانية".
ويكمل المنشور: "تقول أم التوأم إن هذا أمرا طبيعيا في قريتهم، وإن أي توأم يولد، يرضع الولد فقط رضاعة طبيعية، أما البنات يرضعن ألبان صناعية، علشان صحة رجل المستقبل. ويختم المنشور: "الرضيعة صحتها ضعيفة ومش مهتمين بها تماما، وهذا بأوامر من الأب وعائلته".
عم عوض
يقول موقع منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف" فى أحد أهم صفحاته التى تحدث فيها عن المعتقدات الخاطئة الشائعة حول الرضاعة الطبيعية، ورده العلمي عليها:
أن كل أم يجب أن تحمل طفلها وتضعه على صدرها بعد الولادة مباشرةً، لأن ملامسة الجلد للجلد تُشعر الوليد بالأمان وتدفئه، وملامسة جلد الوليد جلد أمه خلال الساعة الأولى بعد الولادة يساعد أيضًا على بدء الرضاعة الطبيعية واستمرارها ويساهم في زيادة إدرار اللبن، وهو أفضل مسكن للألم لها نزيف ما بعد الولادة.
إن لبن الأم هو أفضل غذاء للطفل فهو يروي عطش الرضيع ويهيئ معدته للهضم، ويشبعه و يمده بالسعرات الحرارية اللازمة لنموه. البند الثالث وهو الأهم ومحور هذا المقال، أن أغلب الأمهات لديهن لبنا كافيا لإرضاع أطفالهن، ومع كل رضعة، يزداد إدرار هذا اللبن.
وهذا البند تحديدا اعتقد أنه موجه إلى من يظنون أن تلك الوليدة الضعيفة الصغيرة التي لا حول لها ولا قوة ستلتهم حق أخيها فى الرزق الذي ساقه الله سبحانه وتعالى إليها عن طريق ثدي أمها، فكما يعطيه، يعطيها على نفس القدر.
ويرد الموقع على المقولة الخاطئة التي تقول إن فطام الطفل الذكر يتم عند سنتين والأنثى عند سنة ونصف، بالتأكيد على أنه لا يوجد إختلاف بين الولد والبنت في موعد الفطام، فالفطام لأى منهما يكون عند سنتين، ولابد أن يكون تدريجيًا، حيث تبدأ عملية إدخال الأغذية التكميلية عند بدء الشهر السابع بالتدريج مع الاستمرار في الرضاعة الطبيعية، إلي أن يتم الفطام كاملا عند سن السنتين للولد والبنت.
ويؤكد "يونيسيف" على أنه يجب أن تُرضع الأم طفلها كلما يطلب أو عندما تظهر عليه علامات الجوع، وأيضًا حمله و"الطبطبة" عليه وأن نبتسم ونضحك له ونكلمه ونغني له، كل هذا مهم جداً لصحة طفلها الجسدية والنفسية والاجتماعية، فالطفل لديه احتياج للحب وهذا أساسي لديه يجب أن يٌلبى، ولابد من تقديم رعاية متجاوبة لاحتياجاته، فالطفل ينمو ليس فقط بالأكل فقط ولكن بالحب أيضًا.
البدلة الحمراء على الهواء
لست في معرض تعديد أفضلية وأهمية الرضاعة الطبيعية فى حياة الأم والطفل، فالسادة الأطباء أعلم من الجميع بذلك ولهم دورهم الدائم العظيم فى التوعية والمطالبة الدائمة بها، حفاظا على صحة الأم والطفل، ولكنى أتعرض هنا للأهمية القصوى لهذا الحنان الذي يلتمسه الرضيع حين يلتقى بصدر أمه، تلك العلاقة الفطرية التي خلقها الله بين طرفين وحيدين، فتأتى معتقدات مختلة لبعض البشر، لتمزق هذا التمازج الروحي والجسدي، بدعوى أن هذا ولد وهذه بنت.
لو كان هذا المنشور حقيقيا وأتمنى ألا يكون وإلا فلنقل على الدنيا السلام، فأتمنى من صاحبته لو كانت تعرف عن قرب هذه الأسرة أن تبادر إلى نصحهم وإرشادهم إلى مغبة هذا الفعل الإجرامي وعواقبه النفسية والصحية على البنت والولد فيما بعد، فالولد سينشأ كائنا أنانيا لا يهمه سوى نفسه وفقط ، فيما تنشأ البنت مظلومة مهدر حقها ويترسب هذا الظلم فى نفسها، ومع أول خيوط الفرار من جحيم أسرتها ربما تفعل.
لهذا الأسرة وغيرها ممن لازالوا يحملون الخرافات في طيات عقولهم، اتقوا الله فيهن، فهن السند والعون مثلهن مثل الولد بل أكثر، وكم من أسر وعائلات أقامت دعائمها، من ظلمتوهن وأجحفتم حقوقهن، والتي كان أبسطها حقهن في أثداء أمهاتهن.
يقول المنشور الفيسبوكي والعهدة على صاحبته مع تحفظي على ذكر اسم المحافظة العريقة: "من صفحة صديقة، فضلت عدم ذكر اسمها، بمحافظة (.....)، بس أنا دمي اتحرق، فقلت انقل كلامها، حدث للأسف ، ست أعرفها ربنا رزقها بولد وبنت توأم ، تقوم الهانم تعمل إيه؟ ، ترفض ترضع البنت لبن طبيعي عشان شايفة أن الولد أحق بيه، أما البنت فهي مواطن درجة ثانية".
ويكمل المنشور: "تقول أم التوأم إن هذا أمرا طبيعيا في قريتهم، وإن أي توأم يولد، يرضع الولد فقط رضاعة طبيعية، أما البنات يرضعن ألبان صناعية، علشان صحة رجل المستقبل. ويختم المنشور: "الرضيعة صحتها ضعيفة ومش مهتمين بها تماما، وهذا بأوامر من الأب وعائلته".
عم عوض
يقول موقع منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف" فى أحد أهم صفحاته التى تحدث فيها عن المعتقدات الخاطئة الشائعة حول الرضاعة الطبيعية، ورده العلمي عليها:
أن كل أم يجب أن تحمل طفلها وتضعه على صدرها بعد الولادة مباشرةً، لأن ملامسة الجلد للجلد تُشعر الوليد بالأمان وتدفئه، وملامسة جلد الوليد جلد أمه خلال الساعة الأولى بعد الولادة يساعد أيضًا على بدء الرضاعة الطبيعية واستمرارها ويساهم في زيادة إدرار اللبن، وهو أفضل مسكن للألم لها نزيف ما بعد الولادة.
إن لبن الأم هو أفضل غذاء للطفل فهو يروي عطش الرضيع ويهيئ معدته للهضم، ويشبعه و يمده بالسعرات الحرارية اللازمة لنموه. البند الثالث وهو الأهم ومحور هذا المقال، أن أغلب الأمهات لديهن لبنا كافيا لإرضاع أطفالهن، ومع كل رضعة، يزداد إدرار هذا اللبن.
وهذا البند تحديدا اعتقد أنه موجه إلى من يظنون أن تلك الوليدة الضعيفة الصغيرة التي لا حول لها ولا قوة ستلتهم حق أخيها فى الرزق الذي ساقه الله سبحانه وتعالى إليها عن طريق ثدي أمها، فكما يعطيه، يعطيها على نفس القدر.
ويرد الموقع على المقولة الخاطئة التي تقول إن فطام الطفل الذكر يتم عند سنتين والأنثى عند سنة ونصف، بالتأكيد على أنه لا يوجد إختلاف بين الولد والبنت في موعد الفطام، فالفطام لأى منهما يكون عند سنتين، ولابد أن يكون تدريجيًا، حيث تبدأ عملية إدخال الأغذية التكميلية عند بدء الشهر السابع بالتدريج مع الاستمرار في الرضاعة الطبيعية، إلي أن يتم الفطام كاملا عند سن السنتين للولد والبنت.
ويؤكد "يونيسيف" على أنه يجب أن تُرضع الأم طفلها كلما يطلب أو عندما تظهر عليه علامات الجوع، وأيضًا حمله و"الطبطبة" عليه وأن نبتسم ونضحك له ونكلمه ونغني له، كل هذا مهم جداً لصحة طفلها الجسدية والنفسية والاجتماعية، فالطفل لديه احتياج للحب وهذا أساسي لديه يجب أن يٌلبى، ولابد من تقديم رعاية متجاوبة لاحتياجاته، فالطفل ينمو ليس فقط بالأكل فقط ولكن بالحب أيضًا.
البدلة الحمراء على الهواء
لست في معرض تعديد أفضلية وأهمية الرضاعة الطبيعية فى حياة الأم والطفل، فالسادة الأطباء أعلم من الجميع بذلك ولهم دورهم الدائم العظيم فى التوعية والمطالبة الدائمة بها، حفاظا على صحة الأم والطفل، ولكنى أتعرض هنا للأهمية القصوى لهذا الحنان الذي يلتمسه الرضيع حين يلتقى بصدر أمه، تلك العلاقة الفطرية التي خلقها الله بين طرفين وحيدين، فتأتى معتقدات مختلة لبعض البشر، لتمزق هذا التمازج الروحي والجسدي، بدعوى أن هذا ولد وهذه بنت.
لو كان هذا المنشور حقيقيا وأتمنى ألا يكون وإلا فلنقل على الدنيا السلام، فأتمنى من صاحبته لو كانت تعرف عن قرب هذه الأسرة أن تبادر إلى نصحهم وإرشادهم إلى مغبة هذا الفعل الإجرامي وعواقبه النفسية والصحية على البنت والولد فيما بعد، فالولد سينشأ كائنا أنانيا لا يهمه سوى نفسه وفقط ، فيما تنشأ البنت مظلومة مهدر حقها ويترسب هذا الظلم فى نفسها، ومع أول خيوط الفرار من جحيم أسرتها ربما تفعل.
لهذا الأسرة وغيرها ممن لازالوا يحملون الخرافات في طيات عقولهم، اتقوا الله فيهن، فهن السند والعون مثلهن مثل الولد بل أكثر، وكم من أسر وعائلات أقامت دعائمها، من ظلمتوهن وأجحفتم حقوقهن، والتي كان أبسطها حقهن في أثداء أمهاتهن.