رئيس التحرير
عصام كامل

سيتذكرون.. كيف كان الرئيس السيسي يفكر في مستقبلهم!

ما أحوجنا لجامعات مبدعة في ساحات الابتكار والاختراع ترسم للعقل الوطني دوره الحضاري وتمكنه من امتلاك ناصية الإنتاج العلمي والتصنيع استكمالاً للدور والرسالة التي حملتها مصر على كاهلها كأقدم حضارات البشر التي تبوأت أعلى مراتب التقدم والإنجاز والتفوق.. وظني أن العاصمة الإدارية وجميع المدن الجديدة سوف تسهم في تحقيق ذلك الهدف؛ فهي ليست مجرد امتداد أو توسع عمراني جديد بل نقلة حضارية على طريق الحداثة والتطور.


ثقافتنا الأصيلة في حاجة لابتعاث جديد في عقول أجيالنا الجديدة حتى تبقى على صلة وثيقة بتاريخنا وإرثنا الحضاري ليتحقق الاتصال بين الماضي والحاضر والمستقبل بلا تجاوز أو ادعاء، ولا سبيل إلى ذلك إلا بإعادة الاعتبار إلى لغتنا العربية وتقديمها على ما سواها وجعلها لغة الخطاب والتعليم والبحث؛ ذلك أنها وعاء الحضارة والثقافة ورمز الهوية وبإمكانها استنقاذ أجيالنا التائهة في دروب الحضارة الغربية، الغارقة في ساحات الفضاء الإلكتروني ومنتجات الغرب التكنولوجية التي ارتمى شبابنا في أحضانها وأتقنوا لغاتها كما لم يتقنوا لغتهم الأم بعد أن رأوها مهملة في زاوية النسيان.

العاصمة الجديدة
العاصمة الإدارية رغم أنها أحد أهم المشروعات القومية في العصر الحديث فإنها لم تسلم من التسفيه والتطاول منذ كانت فكرة حتى صارت صرحاً يشار له بالبنان ..وينسى من هاجموها أن القاهرة العريقة تشبعت بالبشر والتلوث حتى ضاقت بأهلها والوافدين عليها وما أكثرهم.. وشاخت مرافقها وصارت معوقة لحركة الحياة وأحاطت بها العشوائيات من كل جانب.. وهذا حال معظم مدننا القديمة بكل أسف نتيجة غياب التخطيط العمراني المستقبلي وعجزه عن استيعاب مزيد من البشر.

ولسوف تذكر أجيالنا الجديدة حين تطالع هذا الصرح العملاق كيف كان رئيس مصر يفكر في مستقبلهم بعد تآكل الرقعة الزراعية وتدهور حالة العمران والمرافق وظهور فجوة سنوية بلغت أكثر من مليون وحدة سكنية جراء انفجار سكاني يقابله ضعف في الإمكانيات وعدم بناء وحدات جديدة تستوعب تلك الزيادة التي وصلت لنحو2.5 مليون نسمة كل عام.

ما يميز العاصمة الجديدة أنها تفادت عيوب المدن التي شيدتها أنظمة سابقة، فقد ارتبطت بالمدن الأخرى عبر شبكة طرق عملاقة ووسائل مواصلات فائقة السرعة (القطار المكهرب والمونوريل) وهو ما يضمن انتقالا سلساً وسريعا للسكان وتلك أهم عوامل الجذب، كما تمتاز بسعة المساحات الخضراء التي حرص الرئيس السيسي على توفرها، فضلاً على  وسائل النقل الجماعية والجامعات الحديثة , والمناطق الترفيهية والخدمات المتطورة التي تجعلها جاذبة وجاهزة لاستيعاب الزيادة السكانية وتفادي الاختناق والزحام والعشوائية..

إنها بحق الجمهورية الجديدة التى تعبر عن إرادة شعب خرجت ملايينه للشوارع رفضا لحكم جماعة الإخوان..وهي محصلة كفاح شعب وصلابة جيش وفكر قائد.. وشاهد على تلاحم مكونات الدولة التي عادت لها مكانتها ودورها بعد طول غياب.    
الجريدة الرسمية