عفوا.. لن أشارك في انتخابات الصحفيين
سألني صديقي المرشح
لعضوية مجلس نقابة الصحفيين، هل ستشارك فى انتخابات التجديد النصفى لمجلس النقابة يوم
2 أبريل، بعد أن تقرر نقل التصويت إلى مكان مفتوح، يقلل من حالة الخوف التي انتابت الزملاء خشية الإصابة بكورونا؟
فقلت له: عفوا صديقى، ألم تسمع نصيحة الزميل العزيز "ضياء رشوان" نقيب الصحفيين، الذى قال صراحة فى برنامج تليفزيونى: "اللى خايف ما يجيش".
فقال: معنى هذا أنك مع الفريق الذى يخشى المشاركة فى الانتخابات؟
قلت: للأسف لا يا صديقي، ولكننى اتخذت قرارا منذ مدة بمقاطعة الانتخابات، ليس خوفا من كورونا، ولكن اعتراضا على الأداء الضعيف للنقابة فى مواجهة الحال المتردى للمهنة، والفشل فى علاج الظروف المأساوية التى وصل إليها الآلاف الصحفيين.
قال: ماذا يغضبك والمهنة فى أحسن حال؟
قلت: ألا تعى يا صديقى لحالة القصور الواضح من المجالس المتعاقبة فى تأهيل الصحفيين، وعلاج الخلل المهنى المنحدر، الذى جعل المئات منهم يجهلون الأهداف السامية للمهنة، لدرجة أن علاقتهم بالعمل الصحفى انحسرت فى العمل أمام جهاز الكمبيوتر، بعيدا عن الشارع والعمل الميدانى، وتقلصت مصادرهم فى مواقع التواصل الاجتماعي، وتحول همهم إلى تبنى قضايا الجنس والدعارة، والبحث عن كل ما هو شاذ لتحقيق أعلى القراءات.
واقع مأساوي
قال: ألا ترى أنك تبالغ فى وصف حاله الصحفيين بالمأساوية؟
قلت: للأسف هذه حقيقة يا صديقى، فما زال الآلاف من الصحفيين يعملون برواتب شهرية تتراوح بين 1000 و الـ1500 جنيها، ويعيشون تحت حد الكفاف، وفي ظل أجواء عمل مليئة بالخوف والتهديد بالفصل والطرد، بل إن هناك المئات منهم قد تم فصلهم بالفعل "تعسفيا" وإغلاق ملفاتهم التأمينية، ووصل الحال ببعضهم بسبب ضيق المعيشة، إلى حد الانفصال، وإغلاق بيوت، وتشريد أسر، وعجزت النقابة عن إنقاذ أى منهم، أو فرض ارادتها على إدارة أو رئيس تحرير لإعادة أى منهم إلى عمله.
ألا تعلم يا صديقي، أن هناك المئات من الزملاء الذين كانوا يعملون فى العديد من الصحف الحزبية التى أغلقت منذ سنوات ما زالوا "مجمدين" بلا عمل، ويعيشون وأسرهم على "بدل التدريب والتكنولوجيا" الضئيل، بعد أن عجزت المجالس المتعاقبة على مدار سنوات، فى تدبير فرصة عمل لأى منهم، أو إقناع الدولة -ولو من منظور إنساني- في استيعابهم فى المؤسسات الصحفية القومية.
ألم تلاحظ يا صديقى، أن مجرد شراء "حذاء" أصبح يمثل ورطه لأغلب الصحفيين أمام الأجور الهزيلة التى يحصلون عليها، وتراجع المظهر العام للاغلبية منهم - رغم انوفهم - لدرجة لا تليق بعلاقاتهم ومكانتهم الاجتماعية، بعد أن فشلت مجالس النقابة المتعاقبة لسنوات، في إصلاح الهيكل الكارثى لأجورهم المتدنية، وحسر طموحاتهم فى زيادة هزيلة لبدل التدريب والتكنولوجيا مع كل انتخابات.
كيانات وهمية
هل خطر ببالك يا صديقى، أن عجز النقابة على مدار سنوات، جعل بعض الصحف تلجأ إلى حيل رخيصة، يتم بمقتضاها تعيين صحفيين واجبارهم على العمل مجانا، وتحميلهم رسوم تأميناتهم السنوية، فى مقابل موافقة الصحيفة على إلحاقهم بجداول "نقابة الصحفيين".
ألم يخبرك أحد بأن القيد بجداول النقابة تحول إلى "سبوبة" امتهنتها صحف تم تكويدها بموافقة مجالس النقابة المتعاقبة، ونجحت فى إدراج "صنايعية وسكرتيرات" بجداول النقابة، فى مقابل الحصول على مبالغ تزيد عن الـ100 ألف جنيه عن الشخص الواحد، فى الوقت الذى التزمت فيه النقابة الصمت لسنوات أمام تلك المهازل.
ألا يلفت نظرك، ذلك الفشل الرهيب للنقابة فى التصدي إلى العديد من "الكيانات الوهمية" التى ما زالت تعمل بحرية، وتمنح الآلاف ممن لا علاقة لهم بالمهنة أوراق وأختام وكارنيهات بمهنة "صحفى" لدرجة جعلت المسمى يثير شكوك لدي كثيرا من المسئولين، بعد أن أصبح يحمله "زورا" الآلاف المدعين من الجهلاء وانصراف المتعلمين، ومن يعملون فى صحف تصدر تحت "بير السلم".
ألم يصلك يا صديقى، إنه أصبح محرما على الصحفيين الجلوس منذ شهور داخل نقابتهم، بعد أن منعهم مجلس النقابة من ذلك "جبرا" لدرجة حولت مقاهى وسط البلد إلى شبه نقابات فرعية وتجمع للصحفيين.
عفوا صديقى، لن أشارك، ولن أمنح صوتى لك أو لغيرك، لحزنى على الحال الذى وصلت إليه أعرق وأقوى نقابات الرأي فى الشرق الأوسط، ومضطر آسفا للعمل بنصيحة الزميل "نقيب الصحفيين".
فقلت له: عفوا صديقى، ألم تسمع نصيحة الزميل العزيز "ضياء رشوان" نقيب الصحفيين، الذى قال صراحة فى برنامج تليفزيونى: "اللى خايف ما يجيش".
فقال: معنى هذا أنك مع الفريق الذى يخشى المشاركة فى الانتخابات؟
قلت: للأسف لا يا صديقي، ولكننى اتخذت قرارا منذ مدة بمقاطعة الانتخابات، ليس خوفا من كورونا، ولكن اعتراضا على الأداء الضعيف للنقابة فى مواجهة الحال المتردى للمهنة، والفشل فى علاج الظروف المأساوية التى وصل إليها الآلاف الصحفيين.
قال: ماذا يغضبك والمهنة فى أحسن حال؟
قلت: ألا تعى يا صديقى لحالة القصور الواضح من المجالس المتعاقبة فى تأهيل الصحفيين، وعلاج الخلل المهنى المنحدر، الذى جعل المئات منهم يجهلون الأهداف السامية للمهنة، لدرجة أن علاقتهم بالعمل الصحفى انحسرت فى العمل أمام جهاز الكمبيوتر، بعيدا عن الشارع والعمل الميدانى، وتقلصت مصادرهم فى مواقع التواصل الاجتماعي، وتحول همهم إلى تبنى قضايا الجنس والدعارة، والبحث عن كل ما هو شاذ لتحقيق أعلى القراءات.
واقع مأساوي
قال: ألا ترى أنك تبالغ فى وصف حاله الصحفيين بالمأساوية؟
قلت: للأسف هذه حقيقة يا صديقى، فما زال الآلاف من الصحفيين يعملون برواتب شهرية تتراوح بين 1000 و الـ1500 جنيها، ويعيشون تحت حد الكفاف، وفي ظل أجواء عمل مليئة بالخوف والتهديد بالفصل والطرد، بل إن هناك المئات منهم قد تم فصلهم بالفعل "تعسفيا" وإغلاق ملفاتهم التأمينية، ووصل الحال ببعضهم بسبب ضيق المعيشة، إلى حد الانفصال، وإغلاق بيوت، وتشريد أسر، وعجزت النقابة عن إنقاذ أى منهم، أو فرض ارادتها على إدارة أو رئيس تحرير لإعادة أى منهم إلى عمله.
ألا تعلم يا صديقي، أن هناك المئات من الزملاء الذين كانوا يعملون فى العديد من الصحف الحزبية التى أغلقت منذ سنوات ما زالوا "مجمدين" بلا عمل، ويعيشون وأسرهم على "بدل التدريب والتكنولوجيا" الضئيل، بعد أن عجزت المجالس المتعاقبة على مدار سنوات، فى تدبير فرصة عمل لأى منهم، أو إقناع الدولة -ولو من منظور إنساني- في استيعابهم فى المؤسسات الصحفية القومية.
ألم تلاحظ يا صديقى، أن مجرد شراء "حذاء" أصبح يمثل ورطه لأغلب الصحفيين أمام الأجور الهزيلة التى يحصلون عليها، وتراجع المظهر العام للاغلبية منهم - رغم انوفهم - لدرجة لا تليق بعلاقاتهم ومكانتهم الاجتماعية، بعد أن فشلت مجالس النقابة المتعاقبة لسنوات، في إصلاح الهيكل الكارثى لأجورهم المتدنية، وحسر طموحاتهم فى زيادة هزيلة لبدل التدريب والتكنولوجيا مع كل انتخابات.
كيانات وهمية
هل خطر ببالك يا صديقى، أن عجز النقابة على مدار سنوات، جعل بعض الصحف تلجأ إلى حيل رخيصة، يتم بمقتضاها تعيين صحفيين واجبارهم على العمل مجانا، وتحميلهم رسوم تأميناتهم السنوية، فى مقابل موافقة الصحيفة على إلحاقهم بجداول "نقابة الصحفيين".
ألم يخبرك أحد بأن القيد بجداول النقابة تحول إلى "سبوبة" امتهنتها صحف تم تكويدها بموافقة مجالس النقابة المتعاقبة، ونجحت فى إدراج "صنايعية وسكرتيرات" بجداول النقابة، فى مقابل الحصول على مبالغ تزيد عن الـ100 ألف جنيه عن الشخص الواحد، فى الوقت الذى التزمت فيه النقابة الصمت لسنوات أمام تلك المهازل.
ألا يلفت نظرك، ذلك الفشل الرهيب للنقابة فى التصدي إلى العديد من "الكيانات الوهمية" التى ما زالت تعمل بحرية، وتمنح الآلاف ممن لا علاقة لهم بالمهنة أوراق وأختام وكارنيهات بمهنة "صحفى" لدرجة جعلت المسمى يثير شكوك لدي كثيرا من المسئولين، بعد أن أصبح يحمله "زورا" الآلاف المدعين من الجهلاء وانصراف المتعلمين، ومن يعملون فى صحف تصدر تحت "بير السلم".
ألم يصلك يا صديقى، إنه أصبح محرما على الصحفيين الجلوس منذ شهور داخل نقابتهم، بعد أن منعهم مجلس النقابة من ذلك "جبرا" لدرجة حولت مقاهى وسط البلد إلى شبه نقابات فرعية وتجمع للصحفيين.
عفوا صديقى، لن أشارك، ولن أمنح صوتى لك أو لغيرك، لحزنى على الحال الذى وصلت إليه أعرق وأقوى نقابات الرأي فى الشرق الأوسط، ومضطر آسفا للعمل بنصيحة الزميل "نقيب الصحفيين".