"كلاب" في البيت الأبيض
الحضور الباهت سمة الرئيس جو بايدن، فمنذ حملته الانتخابية وهناك من يخطف منه الأضواء، بداية من منافسيه في الحزب وصولا إلى منافسته الأخيرة كمالا هاريس، التي تفوقت عليه في المناظرة وكشفت نقاط ضعفه، لكنه نال ثقة الحزب الديمقراطي في الترشيح الرئاسي لمواجهة دونالد ترامب، نظرا لخبرته الطويلة والمناصب السياسية التي تقلدها، فلم يجد مفرا من اختيارها نائبة للرئيس، لكي يضمن أصوات السود والمهاجرين وليعتمد عليها في مهام كثيرة بسبب تقدمه في العمر باعتباره أكبر الرؤساء سناً..
وهنا أيضا خطفت منه كمالا هاريس الأضواء بـ"الثلاثة"، فهي أول امرأة نائبة للرئيس وأول سوداء من أصل أفريقي تصل للمنصب الرفيع وأول نائبة رئيس من أصل هندي، ورغم نجاحه غير المسبوق سرق منه الرئيس السابق ترامب الأضواء بخطوات تصعيدية وقدرته على "الشو الإعلامي"، وحتى بعد تنصيب بايدن ودخوله وأسرته البيت الأبيض لم يحظ بحضور وبريق سلفه، لأن "الكلاب" خطفت منه وأسرته الأضواء، فهي عادت إلى مقر الحكم بمعية بايدن، بعد غيابها 4 سنوات في عهد ترامب، الرئيس الوحيد الذي لا يقتني حيوانات ولم يسمح بدخولها خلال ولايته.
أراد بايدن ركوب موجة "الشو" لعل وعسى يحظى ببعض الأضواء، فقام بتوقيع 40 أمراً تنفيذياً في الأيام التسعة الأولى من عهده، ألغى بها قرارات وسياسات ترامب، وهو رقم قياسي في الأوامر التنفيذية لم يسبقه إليه أحد، ومع هذا لم تلق أثرا سوى أنه يريد محو أي أثر لسلفه.
تنازلات لإيران
حاول بايدن كثيرا تغيير الصورة الذهنية بأنه ظل أوباما وأن عهده سيكون فترة رئاسية ثالثة لأوباما، لكنه لم ينجح لأن ما حدث في الأسابيع القليلة الماضية يؤكد سيره على النهج نفسه، خصوصا إشعال الشرق الأوسط، فما أن تولى الرئاسة حتى وضع جل تركيزه في إعادة الاتفاق النووي مع إيران بعد انسحاب ترامب منه، ولأن إيران لديها تفاهم واتفاقات مع الديمقراطيين، بدأت الضغط على بايدن وإدارته لرفع عقوبات ترامب التي شلت اقتصادها قبل العودة للمفاوضات..
وكالعادة أوعزت لأذرعها ومليشياتها لتفجير الدول المتواجدة فيها، فتوالت العمليات الإرهابية في العراق بين المدنيين والمؤسسات الرسمية بما فيها أهداف أميركية في أربيل، وتفجيرات موازية في سورية وإحكام قبضة "حزب الله" على لبنان ومنعه تشكيل الحكومة ما يسرع من انهيار الدولة، وبعد هدوء نسبي كثف الحوثي إطلاق صواريخه بشكل يومي على السعودية والمدن اليمنية، اعتمادا على ان بايدن ألغى قرار ترامب بتصنيف الحوثي جماعة إرهابية، وفي ظل التشدد الإيراني ورفضها العودة للتفاوض توالت تنازلات بايدن مثلما فعل أوباما، حتى انه بدأ أخيرا الاتصال الدبلوماسي معها عن طريق أوروبا.
يختلف الرئيس السابق ترامب عن سواه، بأنه حاسم في قراره وسريع التنفيذ مهما كانت العواقب، كما أنه نبذ الحرب ولجأ إلى العقوبات الاقتصادية المشددة على الدول وكان تأثيرها أكثر إيلاما، وبهذا بات ترامب الرئيس الوحيد منذ عشرات السنين الذي لم يدخل حرباً، ومع هذا خذله الشعب وانتخب منافسه رفضا لاسلوبه الفظ وصراحته الشديدة التي تصل حد التجريح وليس حبا في بايدن، بدليل ان شعبية بايدن تراجعت بعد شهر واحد من توليه الحكم، ورأى الشعب أن أداء إدارته مخيب للآمال حتى بعد أن أمر الجيش بتوجيه ضربة عسكرية في سوريا، دمرت مواقع ميليشيا عراقية موالية لإيران كانت نفذت هجمات ضد أهداف أميركية في العراق..
لكنه مع هذا يبدي ضعفا وتخاذلا أمام إيران، وفي الوقت نفسه لم يعد للولايات المتحدة أدنى قرار فيما يحدث عالمياً إلا بالتأثير السلبي، والتركيز على شعارات حقوق الإنسان، التي تخفي وراءها أهداف مؤامراتية بات يعرفها الجميع، ولا أدل على ذلك من مطالبة الحقوقيين منذ تولي بايدن الحكم ب"السماح بالتظاهر بدون إذن أو قيود، عدم السؤال أو التقصي عن مصدر تمويل الجمعيات والمنظمات الحقوقية، والسماح بزواج المثليين"!.
أكاذيب الديمقراطيين
استغلت شقيقة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، ارتباك وضعف إدارة بايدن، ووجهت أمس انتقادات وتهديد إلى الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، بالتزامن مع زيارة وزيري الخارجية والدفاع الأميركيين طوكيو وسيول، وقالت كيم يو جونغ في بيان رسمي "على الإدارة الجديدة في الولايات المتحدة، التي تجهد عبر المحيط لنشر رائحة البارود في أرضنا، الأفضل لكم من البداية عدم خلق عمل يجعلكم تصابون بالأرق".
وقبل أيام قليلة، تحدث وزير الخارجية أنتوني بلينكن في الكونجرس أمام لجنة الشؤون الخارجية، في جلسة باهتة حافلة بأكاذيب الديمقراطيين، إذ سأله أحد المشرعين، إن كانت الولايات المتحدة قدّمت تنازلات لإيران لحملها على العودة للمفاوضات النووية، فأجاب بالنفي. ثم سأله عن نية رفع أي عقوبات قبل التزام إيران الكامل بالاتفاقية، بشهادة المفتشين الدوليين، فتعهد وزير الخارجية بأن ذلك لن يحدث.
أكاذيب بلينكن، رد عليها الإعلام، بأن الواقع يثبت أن الولايات المتحدة قدّمت تنازلات كبيرة لتحفيز إيران على العودة للمفاوضات التي اقترحتها أوروبا، ورفضها نظام الملالي مشترطا رفع العقوبات الاقتصادية قبل استئناف أي حوار، وعلى ذلك تحايلت الولايات المتحدة على العقوبات بأن سمحت لكل من كوريا الجنوبية والعراق بفك تجميد أكثر من 5 مليارات دولار لديها من الأموال الايرانية، كما رفعت جماعة الحوثي اليمنية من لائحة التنظيمات الارهابية، وطلبت من الرئيس الأفغاني أشرف غني، القريب من إيران التنسيق مع الملالي لتشكيل حكومة يمنية انتقالية، وحثت في الوقت نفسه الشركات الأوروبية على الاستثمار في الاقتصاد الايراني، كل هذه التنازلات لحمل إيران على العودة للتفاوض أنكرها بلينكن، بعدما شلت عقوبات ترامب اقتصاد الملالي وهو ما اعترف به صراحة الرئيس الإيراني حسن روحاني.
أكاذيب إدارة بايدن، والأداء المخيب لم تقنع أحدا، وعادت الكلاب تتصدر الإعلام وتخطف الأضواء ثانية من فريق الحكم كله، إذ هاجم أحد كلاب الرئيس، موظف في البيت الأبيض وتسبب في إصابته، ما أجبر بايدن، على إخراج كلبيه المتوحشين من مقر الحكم وإعادتهما إلى منزله في ولاية ديلاوير، بسبب سلوكهما العدواني، واستنتج الإعلام أن حادث الهجوم كان خطيراً بما يكفي لنقل الكلاب لاحقا إلى مدينة ويلمنغتون في ولاية ديلاوير، حيث سيبقيان هناك، خصوصا أن حالة الموظف الصحية جرى التعتيم عليها.
الكلب ميجور
إهتم الإعلام العالمي بالكلب "ميجور" البالغ 3 سنوات، وهو الأصغر بين كلبي بايدن وزوجته، والمعروف بسلوكه العدواني، بما في ذلك القفز والنباح والهجوم على الموظفين والأمن في البيت الأبيض، بينما الكلب الثاني يبلغ 13 عاما، وبدأ يهدأ لتقدمه في السن.
لم يأت بايدن بتقليد جديد فيما يخص الكلاب، إذ سبقه غالبية رؤساء الولايات المتحدة، الذين أتوا بالكلاب وحيوانات أخرى وطيور إلى البيت الأبيض، بداية من الرئيس جورج واشنطن وصولا إلى أوباما، وخرج عن القاعدة ترامب، وهو ما لم يحدث منذ ولاية الرئيس وليام ماكينلي أي منذ أكثر من 100 عام، حتى ان العاملين بالبيت الأبيض طالبوا ترامب مرارا باقتناء حيوانات كي لا يخرج عن تقاليد أسلافه لكنه رفض، خصوصا أن كثير من الرؤساء لم يكتفي بالكلاب فقط بل أتى أيضا بتماسيح، دببة، ماعز، ثيران، قطط، فضلا عن أنواع عدة من الطيور.
وهنا أيضا خطفت منه كمالا هاريس الأضواء بـ"الثلاثة"، فهي أول امرأة نائبة للرئيس وأول سوداء من أصل أفريقي تصل للمنصب الرفيع وأول نائبة رئيس من أصل هندي، ورغم نجاحه غير المسبوق سرق منه الرئيس السابق ترامب الأضواء بخطوات تصعيدية وقدرته على "الشو الإعلامي"، وحتى بعد تنصيب بايدن ودخوله وأسرته البيت الأبيض لم يحظ بحضور وبريق سلفه، لأن "الكلاب" خطفت منه وأسرته الأضواء، فهي عادت إلى مقر الحكم بمعية بايدن، بعد غيابها 4 سنوات في عهد ترامب، الرئيس الوحيد الذي لا يقتني حيوانات ولم يسمح بدخولها خلال ولايته.
أراد بايدن ركوب موجة "الشو" لعل وعسى يحظى ببعض الأضواء، فقام بتوقيع 40 أمراً تنفيذياً في الأيام التسعة الأولى من عهده، ألغى بها قرارات وسياسات ترامب، وهو رقم قياسي في الأوامر التنفيذية لم يسبقه إليه أحد، ومع هذا لم تلق أثرا سوى أنه يريد محو أي أثر لسلفه.
تنازلات لإيران
حاول بايدن كثيرا تغيير الصورة الذهنية بأنه ظل أوباما وأن عهده سيكون فترة رئاسية ثالثة لأوباما، لكنه لم ينجح لأن ما حدث في الأسابيع القليلة الماضية يؤكد سيره على النهج نفسه، خصوصا إشعال الشرق الأوسط، فما أن تولى الرئاسة حتى وضع جل تركيزه في إعادة الاتفاق النووي مع إيران بعد انسحاب ترامب منه، ولأن إيران لديها تفاهم واتفاقات مع الديمقراطيين، بدأت الضغط على بايدن وإدارته لرفع عقوبات ترامب التي شلت اقتصادها قبل العودة للمفاوضات..
وكالعادة أوعزت لأذرعها ومليشياتها لتفجير الدول المتواجدة فيها، فتوالت العمليات الإرهابية في العراق بين المدنيين والمؤسسات الرسمية بما فيها أهداف أميركية في أربيل، وتفجيرات موازية في سورية وإحكام قبضة "حزب الله" على لبنان ومنعه تشكيل الحكومة ما يسرع من انهيار الدولة، وبعد هدوء نسبي كثف الحوثي إطلاق صواريخه بشكل يومي على السعودية والمدن اليمنية، اعتمادا على ان بايدن ألغى قرار ترامب بتصنيف الحوثي جماعة إرهابية، وفي ظل التشدد الإيراني ورفضها العودة للتفاوض توالت تنازلات بايدن مثلما فعل أوباما، حتى انه بدأ أخيرا الاتصال الدبلوماسي معها عن طريق أوروبا.
يختلف الرئيس السابق ترامب عن سواه، بأنه حاسم في قراره وسريع التنفيذ مهما كانت العواقب، كما أنه نبذ الحرب ولجأ إلى العقوبات الاقتصادية المشددة على الدول وكان تأثيرها أكثر إيلاما، وبهذا بات ترامب الرئيس الوحيد منذ عشرات السنين الذي لم يدخل حرباً، ومع هذا خذله الشعب وانتخب منافسه رفضا لاسلوبه الفظ وصراحته الشديدة التي تصل حد التجريح وليس حبا في بايدن، بدليل ان شعبية بايدن تراجعت بعد شهر واحد من توليه الحكم، ورأى الشعب أن أداء إدارته مخيب للآمال حتى بعد أن أمر الجيش بتوجيه ضربة عسكرية في سوريا، دمرت مواقع ميليشيا عراقية موالية لإيران كانت نفذت هجمات ضد أهداف أميركية في العراق..
لكنه مع هذا يبدي ضعفا وتخاذلا أمام إيران، وفي الوقت نفسه لم يعد للولايات المتحدة أدنى قرار فيما يحدث عالمياً إلا بالتأثير السلبي، والتركيز على شعارات حقوق الإنسان، التي تخفي وراءها أهداف مؤامراتية بات يعرفها الجميع، ولا أدل على ذلك من مطالبة الحقوقيين منذ تولي بايدن الحكم ب"السماح بالتظاهر بدون إذن أو قيود، عدم السؤال أو التقصي عن مصدر تمويل الجمعيات والمنظمات الحقوقية، والسماح بزواج المثليين"!.
أكاذيب الديمقراطيين
استغلت شقيقة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، ارتباك وضعف إدارة بايدن، ووجهت أمس انتقادات وتهديد إلى الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، بالتزامن مع زيارة وزيري الخارجية والدفاع الأميركيين طوكيو وسيول، وقالت كيم يو جونغ في بيان رسمي "على الإدارة الجديدة في الولايات المتحدة، التي تجهد عبر المحيط لنشر رائحة البارود في أرضنا، الأفضل لكم من البداية عدم خلق عمل يجعلكم تصابون بالأرق".
وقبل أيام قليلة، تحدث وزير الخارجية أنتوني بلينكن في الكونجرس أمام لجنة الشؤون الخارجية، في جلسة باهتة حافلة بأكاذيب الديمقراطيين، إذ سأله أحد المشرعين، إن كانت الولايات المتحدة قدّمت تنازلات لإيران لحملها على العودة للمفاوضات النووية، فأجاب بالنفي. ثم سأله عن نية رفع أي عقوبات قبل التزام إيران الكامل بالاتفاقية، بشهادة المفتشين الدوليين، فتعهد وزير الخارجية بأن ذلك لن يحدث.
أكاذيب بلينكن، رد عليها الإعلام، بأن الواقع يثبت أن الولايات المتحدة قدّمت تنازلات كبيرة لتحفيز إيران على العودة للمفاوضات التي اقترحتها أوروبا، ورفضها نظام الملالي مشترطا رفع العقوبات الاقتصادية قبل استئناف أي حوار، وعلى ذلك تحايلت الولايات المتحدة على العقوبات بأن سمحت لكل من كوريا الجنوبية والعراق بفك تجميد أكثر من 5 مليارات دولار لديها من الأموال الايرانية، كما رفعت جماعة الحوثي اليمنية من لائحة التنظيمات الارهابية، وطلبت من الرئيس الأفغاني أشرف غني، القريب من إيران التنسيق مع الملالي لتشكيل حكومة يمنية انتقالية، وحثت في الوقت نفسه الشركات الأوروبية على الاستثمار في الاقتصاد الايراني، كل هذه التنازلات لحمل إيران على العودة للتفاوض أنكرها بلينكن، بعدما شلت عقوبات ترامب اقتصاد الملالي وهو ما اعترف به صراحة الرئيس الإيراني حسن روحاني.
أكاذيب إدارة بايدن، والأداء المخيب لم تقنع أحدا، وعادت الكلاب تتصدر الإعلام وتخطف الأضواء ثانية من فريق الحكم كله، إذ هاجم أحد كلاب الرئيس، موظف في البيت الأبيض وتسبب في إصابته، ما أجبر بايدن، على إخراج كلبيه المتوحشين من مقر الحكم وإعادتهما إلى منزله في ولاية ديلاوير، بسبب سلوكهما العدواني، واستنتج الإعلام أن حادث الهجوم كان خطيراً بما يكفي لنقل الكلاب لاحقا إلى مدينة ويلمنغتون في ولاية ديلاوير، حيث سيبقيان هناك، خصوصا أن حالة الموظف الصحية جرى التعتيم عليها.
الكلب ميجور
إهتم الإعلام العالمي بالكلب "ميجور" البالغ 3 سنوات، وهو الأصغر بين كلبي بايدن وزوجته، والمعروف بسلوكه العدواني، بما في ذلك القفز والنباح والهجوم على الموظفين والأمن في البيت الأبيض، بينما الكلب الثاني يبلغ 13 عاما، وبدأ يهدأ لتقدمه في السن.
لم يأت بايدن بتقليد جديد فيما يخص الكلاب، إذ سبقه غالبية رؤساء الولايات المتحدة، الذين أتوا بالكلاب وحيوانات أخرى وطيور إلى البيت الأبيض، بداية من الرئيس جورج واشنطن وصولا إلى أوباما، وخرج عن القاعدة ترامب، وهو ما لم يحدث منذ ولاية الرئيس وليام ماكينلي أي منذ أكثر من 100 عام، حتى ان العاملين بالبيت الأبيض طالبوا ترامب مرارا باقتناء حيوانات كي لا يخرج عن تقاليد أسلافه لكنه رفض، خصوصا أن كثير من الرؤساء لم يكتفي بالكلاب فقط بل أتى أيضا بتماسيح، دببة، ماعز، ثيران، قطط، فضلا عن أنواع عدة من الطيور.