الثورات.. والبحث عن الفقراء!
لا أدري لماذا أشعر
بأن الماضى يشدنى بقوة، والقراءة فى التاريخ متعة وأيضا كاشفة لحياة لم نعشها وفرصة لنعرفها
جيدا، وفى عدد خاص لمجلة الهلال، وجدت عددا مما قيل عن ثورة يوليو على لسان غير العرب وذلك بعد رحيل جمال عبدالناصر، فقد كتب الصحفى الانجليزي توم ليتل: كانت مصر قبل الثورة ملكا للأجانب
المستعمرين، ولم تكن أبدا تلك القوة الفاعلة والمستقلة التى ظهرت على الصعيد الدولى
والعربى والافريقى، والتى لم تتحقق إلا بعد الثورة، حتى فى عهد حضاراتها الأولى أيام
قدماء المصريين لم يكن للشعب نصيب فى تقرير المصير..
كان هناك فرعون قوى أو ضعيف، وشعب لايملك حقا من الحقوق، ولذلك مفهوم الحضارة الفرعونية لا يعنى على الاطلاق أن مصر كانت تحكم نفسها بنفسها، وعلى العكس فثورة يوليو كانت البداية لتغيير عميق وجذرى: أن يحكم مصر مصريون، كما كانت البداية لأن تصبح خيرات مصر لمجموع الشعب، وليس لفرد من الأفراد أو طبقة.
وأضاف: إن ثورة يوليو، لو تركنا السياسة جانبا، نجد إنها حققت تطورا وتقدما اجتماعيا هائلا، ولو أدخلنا السياسة فقد تحولت مصر ناصر إلى بلد له وزنه السياسي، وفتح لها الاتحاد الاشتراكى أبوابه والمنظمات الدستورية التى تعبر عن الملايين، كما أن القوى الأجنبية كانت تفشل دائما عندما تحاول تحريك عملائها من الرجعيين، فقد كان رد عبد الناصر هو الحسم والرجوع إلى الشعب، وفى كل أزمة من الأزمات التى مرت بها الثورة المصرية كان التفاف الشعب حول قائده شيئا يدعو للإعجاب.
كما كتب المؤرخ الفرنسي وعالم الاجتماع مكسيم رودنسون: لم يكن وجود جمال عبد الناصر يرمز إلى مطالب مصر وحدها، ولا إلى مطالب العالم العربى وحده، بل مطلب كل الشعوب التى تطمح فى تغيير أوضاعها، وإذا أمكن أن نقول إن الناس يخلقون شيئا، فإن عبد ناصر قد خلق "الناصرية" وهذا يعنى إنه عرف كيف يحدد الأشكال التى تتناسب مع هذا المطلب بطريقة تعتبر مثالا لعدد من الشعوب التى لها نفس ظروف بلاده .
الإستقلال والتنمية
ولقد مات عالم التوسع الأوروبى الذى كان منتصرا منذ الحرب العالمية الأولى، ولكن كان لابد أن يمر وقت طويل قبل أن نلاحظ ذلك، وكان يلزم أن يحدث صراع جديد على مستوى الجنس البشرى حتى تظهر إلى حد ما اتجاهات كانت تختفى بسبب الغشاوة الموضوعة على أعين أولئك الذين يعتقدون إنهم يسيرون مقاليد العالم، وقد أدى ضعف السيطرة البريطانية والفرنسية إلى أن تطل دول العالم الثالث المستعمرة برأسها على نصيبها من السلطة والثروات التى يحتكرها العالم الأوروبى والأمريكى..
وكان المطلب الأول هو الاستقلال ثم التنمية العصرية التى تتولاها هذه الشعوب بنفسها وتوجيهها. وبمنطق هذا التطور قدم ناصر نموذجا.. واضحا للعالم.
والحقيقة التى ربما لا يعرفها البعض، أن توزيع هذه الأرض على الفلاحين لم يكن معناه التمليك فقط، فهناك معنى أهم من ذلك كثيرا هو التحرر من الظلم السياسى والتحكم فى الأرزاق، ولهذا أطالب كل فرد منكم بأن يحافظ على أرضه حتى يعيش حرا ويعيش أبناؤه أحرارا وليذكر كل واحد أن هذه الأرض ليست للتملك فقط أو لرفع المستوى الاجتماعى وحده، ولكنها حتى يشعر الفلاح بعزة نفسه وكرامته، هذا معنى كلمات عبد الناصر.
إبن ثورة يوليو
ربما أيضا كان يمكن أن يتحول الحدث الكبير الذى جرى ليلة 23 يوليو 1952، إلى مجرد تغيير للوزارة أو تغيير لنظام الحكم، وكان يمكن أن يتحول إلى دكتاتورية عسكرية تضيف إلى التجارب الفاشلة تجربة أخرى فاشلة، لكن أصالة الوعى الثورى وقوته قررت أن يكون الحدث الكبير يوم 23 يوليو خطوة على تغيير جديد كامل يعيد الأمانى الوطنية إلى مجراها الثورى السليم، فسرنا فى طريق الثورة الشاملة..
لقد كان النجاح الذى حققته الصناعة منذ بدأت برامجها المنظمة فى مصر، وكان النتاج العملي للحقوق الثورية التى حصلت عليها الطبقة العاملة ضمن قوانين يوليو سنة 1961، هذه الحقوق الثورية جعلت الآلات ملكا للعامل ولم تجعل العامل ملكا للآلات، لقد أصبح العامل هو سيد الآلة ولم يعد أحد تروس فى جهاز الإنتاج، هذه الحقوق الثورية كفلت حد أدنى للأجور، واشتراكا إيجابيا فى الإدارة يصاحبه اشتراك حقيقى فى أرباح الإنتاج، وذلك فى ظل ظروف للعمل تكفل الكرامة للإنسان العامل.
ابن ثورة23 يوليو.. كان يؤمن بتجربتها وبأنها الأنقى والأنبل، والثورة الوحيدة التى جعلت الفقراء وبسطاء الشعب على قمة اهتمامها. وتحيا مصر.. وتحيا القومية العربية.
كان هناك فرعون قوى أو ضعيف، وشعب لايملك حقا من الحقوق، ولذلك مفهوم الحضارة الفرعونية لا يعنى على الاطلاق أن مصر كانت تحكم نفسها بنفسها، وعلى العكس فثورة يوليو كانت البداية لتغيير عميق وجذرى: أن يحكم مصر مصريون، كما كانت البداية لأن تصبح خيرات مصر لمجموع الشعب، وليس لفرد من الأفراد أو طبقة.
وأضاف: إن ثورة يوليو، لو تركنا السياسة جانبا، نجد إنها حققت تطورا وتقدما اجتماعيا هائلا، ولو أدخلنا السياسة فقد تحولت مصر ناصر إلى بلد له وزنه السياسي، وفتح لها الاتحاد الاشتراكى أبوابه والمنظمات الدستورية التى تعبر عن الملايين، كما أن القوى الأجنبية كانت تفشل دائما عندما تحاول تحريك عملائها من الرجعيين، فقد كان رد عبد الناصر هو الحسم والرجوع إلى الشعب، وفى كل أزمة من الأزمات التى مرت بها الثورة المصرية كان التفاف الشعب حول قائده شيئا يدعو للإعجاب.
كما كتب المؤرخ الفرنسي وعالم الاجتماع مكسيم رودنسون: لم يكن وجود جمال عبد الناصر يرمز إلى مطالب مصر وحدها، ولا إلى مطالب العالم العربى وحده، بل مطلب كل الشعوب التى تطمح فى تغيير أوضاعها، وإذا أمكن أن نقول إن الناس يخلقون شيئا، فإن عبد ناصر قد خلق "الناصرية" وهذا يعنى إنه عرف كيف يحدد الأشكال التى تتناسب مع هذا المطلب بطريقة تعتبر مثالا لعدد من الشعوب التى لها نفس ظروف بلاده .
الإستقلال والتنمية
ولقد مات عالم التوسع الأوروبى الذى كان منتصرا منذ الحرب العالمية الأولى، ولكن كان لابد أن يمر وقت طويل قبل أن نلاحظ ذلك، وكان يلزم أن يحدث صراع جديد على مستوى الجنس البشرى حتى تظهر إلى حد ما اتجاهات كانت تختفى بسبب الغشاوة الموضوعة على أعين أولئك الذين يعتقدون إنهم يسيرون مقاليد العالم، وقد أدى ضعف السيطرة البريطانية والفرنسية إلى أن تطل دول العالم الثالث المستعمرة برأسها على نصيبها من السلطة والثروات التى يحتكرها العالم الأوروبى والأمريكى..
وكان المطلب الأول هو الاستقلال ثم التنمية العصرية التى تتولاها هذه الشعوب بنفسها وتوجيهها. وبمنطق هذا التطور قدم ناصر نموذجا.. واضحا للعالم.
والحقيقة التى ربما لا يعرفها البعض، أن توزيع هذه الأرض على الفلاحين لم يكن معناه التمليك فقط، فهناك معنى أهم من ذلك كثيرا هو التحرر من الظلم السياسى والتحكم فى الأرزاق، ولهذا أطالب كل فرد منكم بأن يحافظ على أرضه حتى يعيش حرا ويعيش أبناؤه أحرارا وليذكر كل واحد أن هذه الأرض ليست للتملك فقط أو لرفع المستوى الاجتماعى وحده، ولكنها حتى يشعر الفلاح بعزة نفسه وكرامته، هذا معنى كلمات عبد الناصر.
إبن ثورة يوليو
ربما أيضا كان يمكن أن يتحول الحدث الكبير الذى جرى ليلة 23 يوليو 1952، إلى مجرد تغيير للوزارة أو تغيير لنظام الحكم، وكان يمكن أن يتحول إلى دكتاتورية عسكرية تضيف إلى التجارب الفاشلة تجربة أخرى فاشلة، لكن أصالة الوعى الثورى وقوته قررت أن يكون الحدث الكبير يوم 23 يوليو خطوة على تغيير جديد كامل يعيد الأمانى الوطنية إلى مجراها الثورى السليم، فسرنا فى طريق الثورة الشاملة..
لقد كان النجاح الذى حققته الصناعة منذ بدأت برامجها المنظمة فى مصر، وكان النتاج العملي للحقوق الثورية التى حصلت عليها الطبقة العاملة ضمن قوانين يوليو سنة 1961، هذه الحقوق الثورية جعلت الآلات ملكا للعامل ولم تجعل العامل ملكا للآلات، لقد أصبح العامل هو سيد الآلة ولم يعد أحد تروس فى جهاز الإنتاج، هذه الحقوق الثورية كفلت حد أدنى للأجور، واشتراكا إيجابيا فى الإدارة يصاحبه اشتراك حقيقى فى أرباح الإنتاج، وذلك فى ظل ظروف للعمل تكفل الكرامة للإنسان العامل.
ابن ثورة23 يوليو.. كان يؤمن بتجربتها وبأنها الأنقى والأنبل، والثورة الوحيدة التى جعلت الفقراء وبسطاء الشعب على قمة اهتمامها. وتحيا مصر.. وتحيا القومية العربية.