رئيس التحرير
عصام كامل

في ذكراها الـ ٦٨.. قصة الجندي المجهول الأمباشي عبد الحليم الشرتة شهيد ثورة يوليو

الضباط الأحرار
الضباط الأحرار

في تاريخ مصر أشخاص وقامات كبيرة خاضت بطولات مجيدة ساهمت في حفر أسمائهم بحروف من نور في التاريخ، حتى عرفتهم كل الأجيال، وفي المقابل، أدى آخرون نفس الأدوار الإيجابية، لكنهم لم ينالوا نصيبا كافيا من الشهرة، وأصبحوا في طي النسيان ومن أمثلة تلك الشخصيات الأمباشي "عبد الحليم محمد أحمد الشرتة" من قرية "منقباد" بمحافظة أسيوط وكان جنديًا بالكتيبة الأولى التي تولت مهاجمة مقر قيادة الجيش والاستيلاء عليه.


الأمباشي "عريف" عبد الحليم محمد الشرتة كان أحد جنود كتيبة البكباشي يوسف صديق التي استولت على مبنى رئاسة الجيش ليلة 23 يوليو 1952 وقد استشهد أثناء عملية الاقتحام.


تطوع عبد الحليم الشرتة في الجيش وألحقوه بالكتيبة الأولى "مدافع ماكينة، التي كان يقودها البكباشي يوسف صديق.. وكان عليها مساندة الكتيبة 13 في الاستيلاء على رئاسة الجيش، ليلة الثورة لكن بسبب التضارب في تحديد ساعة الصفر، أصبحت الكتيبة الأولى صاحبة الدور الأول في نجاح الثورة.. وكان عدد أفرادها 60 جنديًا من بينهم كان عبد الحليم الشرتة".


تحركت هذه القوة الصغيرة في اتجاه رئاسة الجيش، وكان داخل مبنى الرئاسة حوالي 150 جنديًا يقودهم جاويش يدعى مصطفى العدلي، أما الضابط العظيم فكان في تلك الليلة حسن سري الذي أصدر أوامره بإطلاق النار على المهاجمين
عملية إطلاق النار استمرت - بين المهاجمين والمدافعين - نحو ربع الساعة، أصيب بعدها عبدالحليم الشرتة إصابة قاتلة.. فتوقف ضرب النار.. إذ كانت لإصابته تأثير شديد على رفاقه المهاجمين.. كما أن رفاقه المدافعين أحسوا بالألم لمصرعه، فأصدر الصول (مساعد) محمد شوقي (حكمدار) خدمات رئاسة الجيش في تلك الليلة أمرًا بوقف إطلاق النار دون الرجوع إلى حسن سري، فكان أن تمكنت قوة يوسف صديق من اقتحام المبنى والدخول إلى فناء القيادة.. ثم كان أن اقتحموا السلم الخلفي وارتقوه إلى الدور العلوي وفي أثناء صعودهم اعترض طريقهم الأمباشي عطية السيد دراج (من قرية نهطاي - محافظة الغربية) وهو من حرس رئاسة الجيش فأصابه يوسف صديق إصابة قاتلة.


وبعد أكثر من سنة ونصف السنة سافر الرئيس محمد نجيب في رحلة طويلة إلى الصعيد امتدت من أهرامات الجيزة إلى خزان أسوان، رافقه فيها خالد محيي الدين.. وفي مكان مهجور من قرية "الشرتة" كان عليهما أن يضعا باقة من الزهور على قبر متواضع دفن فيه عبد الحليم الشرتة الذي استشهاده في عمر 24 عاما وكان متزوجًا وكانت زوجته حامل بابنه الذي ولد بعد دفنه بشهو".

 


الجريدة الرسمية