رئيس التحرير
عصام كامل

أزمة السد الإثيوبي تشتد

للمرة الثانية تعلن إثيوبيا رفضها للمقترح السوداني الذي تؤيده مصر، والذي يقضي بوساطة رباعية دولية في المفاوضات الخاصة بسد النهضة تتمثل في الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وأمريكا والاتحاد الأفريقي.. وهذا يعني أن احتمال استئناف مفاوضات السد بين مصر والسودان وإثيوبيا يتراجع، وبالتالي فإن الأزمة تشتد بدلا من أن تجد انفراجا.. وبالطبع هذا أمر لن تقبله مصر ولا السودان أيضا.


وهذا ما أكده فى لقائه أمس الرئيس السيسي مع ضباط القوات المسلحة، حينما قال إن النيل يمثل الحياة لكل من مصر والسودان، وأننا إذا كنا نسعى إلى حل تفاوضي لتلك الأزمة فإننا لن نتفاوض إلى الأبد.

إن المسار الأفريقي لحل الأزمة بات مسدودا بعد أن أبلغ الإثيوبيون أمس وفدا أوغنديا رفضه للاقتراح السوداني المصري.. وقد أشار وزير الرى السوداني إلى أن الخطوة المقبلة سوف تكون الذهاب إلى مجلس الأمن.. وقد سبق لمصر أن ذهبت لمجلس الأمن الذي عقد مشاورات حول تلك الأزمة، وانتظر ما سوف يسفر عنه تدخل الاتحاد الأفريقي.

وقد تم استهلاك نحو العام في المفاوضات التي رعاها الاتحاد الأفريقي دون التوصل إلى أية نتيجة تذكر بسبب التعنت والمراوغة الإثيوبية، مع الاستمرار في الإجراءات الأحادية بإلملء التجريبي الأول فى موسم الفيضان العام الماضى، وها هم الإثيوبيون يعلنون عزمهم الاستمرار فى تلك الإجراءات الأحادية بالملء الثاني فى موسم الفيضان المقبل الذي لم يعد يفصلنا عنه سوى أربعة أشهر فقط، وهو الأمر الذي دعا مصر لتحديد منتصف الشهر القادم سقفا زمنيا لأية مفاوضات جديدة.

وهكذا.. نحن مقبلون على معركة كبيرة بسبب التعنت والمراوغات الإثيوبية سيكون مجلس الأمن إحدى ساحاتها، ويتعين أن تكون لها ساحات أخرى أيضا.
الجريدة الرسمية