وليد صلاح يكشف حقيقة ضابط المباحث
يتحدث تشارلز آر سيندر، وشين جي لوييز، وجينفر بيدروتي في كتابهم «الروح الإيجابية»، أحد أشهر الكتب المعاصرة في علم النفس الإيجابي، عن مَوَاطِن القوة الكامنة في النفس البشرية، في محاولة لتصنيف هذه المَوَاطِن، ومن بينها "الإنسانية".
وتندرج الإنسانية في «علم النفس الإيجابي»، أحد أحدث فروع علم النفس، تحت القوة التفاعلية، وتتضمن المودة والعطاء والحب وغير ذلك من الصفات، ولفت نظري أن الكتاب قد أفرد مساحة كبيرة لتفصيل قوة الإنسانية، وبخاصة فكرة العطاء التي غابت عن بعضنا في صراع ماديات الحياة.
هل يفعلها مجلس النواب؟
ومعنا اليوم أحد نماذج العطاء التي تبدو في ظاهرها بسيطة، ولكن الحقيقة أننا صرنا في أمَس الحاجة إليها لنسترجع شعورًا فقدناه جميعًا، هو السلام الداخلي، والطمأنينة في حياتنا، بعد أن كان هذا الشعور سِمة الشارع المصري، وأحد مميزاته.
بدأت الأحداث عند عودة الكابتن وليد صلاح عبد الكريم، لاعب كرة القدم السابق من عند والدته المريضة والمقيمة بشارع شبرا، الساعة الثالثة صباحًا، بصحبة شقيقته الكبيرة وابنتها متوجهين إلى محل إقامتهم بمنطقة عين شمس، فجر الثامن والعشرين من يناير الماضي حين حدث ثقب بأحد إطارات السيارة، في منتصف شارع ترعة الإسماعيلية بجوار أسوار محطة كهرباء شمال القاهرة، مما أجبره على الوقوف، مستشعرًا القلق بشكلٍ لم يستشعره «بان كي مون» الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة طوال عمله بهذه الوظيفة فكيف يأمن على عائلته الصغيرة، وقد اكتشف تلف الإطار الاحتياطي، ولم يتصور أن يجد من يُصلح الإطارات في هذه الساعة الحالكة.
الإتجار بالبشر.. جريمة تتجدد في مدرسة البنات
وأثناء هذه الحيرة، تتدخل رحمة الله بعباده، لتتوقف سيارة في الاتجاه الآخر، ونزل منها شاب مهذب في حديثه، ملامحه تؤكد أنه يحمل الصفات الحميدة من تربيته وبيئته «ابن أصل»، وسأله عن المشكلة فقص عليه الأمر، فقام على الفور بفك الإطار المثقوب بنفسه، وأخذه والآخر الاحتياطي لإصلاحهما، متوجهًا إلى سيارته في الاتجاه الآخر، وعند إصلاح الإطار المثقوب بعد مرور حوالي 20 دقيقة تقريبًا، عاد مسرعًا لتركيبه بنفسه.
وتتجلى قوة النفس البشرية في العطاء لدى هذا الشاب البطل إلى درجة رفضه أن يقوم صاحب المشكلة بتركيب الإطار مراعيًا فارق السن، كما رفض أيضًا أن يساعده، وأبلغه أن الإطار الآخر على وشك الإصلاح وأرشده على مكان إصلاحه.
وكالعادة، شكره صاحب المشكلة بشدة، وطلب أن يدفع ثمن إصلاح الإطارين، فرفض ذلك، وأبلغه أنه سدد قيمة إصلاح الإطار الثاني أيضًا، وسط ذهول المواطن وشقيقته وإبنتها، ورغم ذلك كله كان هذا البطل يرفض الإفصاح عن شخصيته، وبعد إلحاح الكابتن وليد صلاح، طالبًا معرفة اسمه حتى يشكره، فأجاب في تواضع بأنه النقيب محمد قناوي، معاون مباحث قسم شرطة شبرا الخيمة، ثم انطلق بسيارته إلى مقر عمله، وصاحب المشكلة وأسرته في حالة من الذهول.
ادعاء كاذب على الادعاء الصادق
وانتهى الموقف، ولم تنته الدروس المُستفادة، وأولها أن بلادنا بخير وستظل بإذن الله، وثانيها أن التربية الصالحة، والأصل الطيب هما صمام أمان هذا المجتمع، أما رواد علم النفس الإيجابي فيؤكدون لنا أن مثل هذا الموقف لا بد أن ينعكس على من قام به بشكلِ إيجابي في حياته، وهو ما نُوقن به جميعًا، بعد أن انهمرت دعوات الكابتن وليد صلاح وشقيقته وابنتها لهذا البطل، وللأسرة الكريمة التي علمته معنى الرجولة قبل أن تُخرجهما للمجتمع.. وللحديث بقية
وتندرج الإنسانية في «علم النفس الإيجابي»، أحد أحدث فروع علم النفس، تحت القوة التفاعلية، وتتضمن المودة والعطاء والحب وغير ذلك من الصفات، ولفت نظري أن الكتاب قد أفرد مساحة كبيرة لتفصيل قوة الإنسانية، وبخاصة فكرة العطاء التي غابت عن بعضنا في صراع ماديات الحياة.
هل يفعلها مجلس النواب؟
ومعنا اليوم أحد نماذج العطاء التي تبدو في ظاهرها بسيطة، ولكن الحقيقة أننا صرنا في أمَس الحاجة إليها لنسترجع شعورًا فقدناه جميعًا، هو السلام الداخلي، والطمأنينة في حياتنا، بعد أن كان هذا الشعور سِمة الشارع المصري، وأحد مميزاته.
بدأت الأحداث عند عودة الكابتن وليد صلاح عبد الكريم، لاعب كرة القدم السابق من عند والدته المريضة والمقيمة بشارع شبرا، الساعة الثالثة صباحًا، بصحبة شقيقته الكبيرة وابنتها متوجهين إلى محل إقامتهم بمنطقة عين شمس، فجر الثامن والعشرين من يناير الماضي حين حدث ثقب بأحد إطارات السيارة، في منتصف شارع ترعة الإسماعيلية بجوار أسوار محطة كهرباء شمال القاهرة، مما أجبره على الوقوف، مستشعرًا القلق بشكلٍ لم يستشعره «بان كي مون» الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة طوال عمله بهذه الوظيفة فكيف يأمن على عائلته الصغيرة، وقد اكتشف تلف الإطار الاحتياطي، ولم يتصور أن يجد من يُصلح الإطارات في هذه الساعة الحالكة.
الإتجار بالبشر.. جريمة تتجدد في مدرسة البنات
وأثناء هذه الحيرة، تتدخل رحمة الله بعباده، لتتوقف سيارة في الاتجاه الآخر، ونزل منها شاب مهذب في حديثه، ملامحه تؤكد أنه يحمل الصفات الحميدة من تربيته وبيئته «ابن أصل»، وسأله عن المشكلة فقص عليه الأمر، فقام على الفور بفك الإطار المثقوب بنفسه، وأخذه والآخر الاحتياطي لإصلاحهما، متوجهًا إلى سيارته في الاتجاه الآخر، وعند إصلاح الإطار المثقوب بعد مرور حوالي 20 دقيقة تقريبًا، عاد مسرعًا لتركيبه بنفسه.
وتتجلى قوة النفس البشرية في العطاء لدى هذا الشاب البطل إلى درجة رفضه أن يقوم صاحب المشكلة بتركيب الإطار مراعيًا فارق السن، كما رفض أيضًا أن يساعده، وأبلغه أن الإطار الآخر على وشك الإصلاح وأرشده على مكان إصلاحه.
وكالعادة، شكره صاحب المشكلة بشدة، وطلب أن يدفع ثمن إصلاح الإطارين، فرفض ذلك، وأبلغه أنه سدد قيمة إصلاح الإطار الثاني أيضًا، وسط ذهول المواطن وشقيقته وإبنتها، ورغم ذلك كله كان هذا البطل يرفض الإفصاح عن شخصيته، وبعد إلحاح الكابتن وليد صلاح، طالبًا معرفة اسمه حتى يشكره، فأجاب في تواضع بأنه النقيب محمد قناوي، معاون مباحث قسم شرطة شبرا الخيمة، ثم انطلق بسيارته إلى مقر عمله، وصاحب المشكلة وأسرته في حالة من الذهول.
ادعاء كاذب على الادعاء الصادق
وانتهى الموقف، ولم تنته الدروس المُستفادة، وأولها أن بلادنا بخير وستظل بإذن الله، وثانيها أن التربية الصالحة، والأصل الطيب هما صمام أمان هذا المجتمع، أما رواد علم النفس الإيجابي فيؤكدون لنا أن مثل هذا الموقف لا بد أن ينعكس على من قام به بشكلِ إيجابي في حياته، وهو ما نُوقن به جميعًا، بعد أن انهمرت دعوات الكابتن وليد صلاح وشقيقته وابنتها لهذا البطل، وللأسرة الكريمة التي علمته معنى الرجولة قبل أن تُخرجهما للمجتمع.. وللحديث بقية