رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

ملهمة الخيال

ما زالت تحتفظ بكامل استقرارها فى وجدانى ووجدان جيلى، كيانا شامخا، لم يتأثر بمستحدثات العصر وتقنياته، وتظل كما هى تحفز الشجن وتشعل الحنين بل تلهبه، إلى ذكريات مضت ولن تعود.


فى سنوات الطفولة، أستحضر حين كانت أمى رحمها الله، مع السادسة من مطلع كل صباح، تبدأ يومها بالراديو، إذ كان الميقاتى الوحيد لهذا الزمن الجميل، فتلك الأغنية وهذا التتر، يعلنان بحسم، موعدا محددا بالدقيقة والثانية للعمل والمدرسة.

تستهل أمى يومها بما سيقدمه الراديو من تلاوة قرآنية من أرشيف تراث الإذاعة، تسجيلات نادرة لكبار القراء، يعقبها إيقاظ الجميع لتناول الإفطار مع أبى رحمه الله، مودعين إياه إلى عمله على صوت الراقية نجاح سلام "بالسلامة يا حبيبي بالسلامة".

الجنيه والست أم أحمد

مازلت أعشق هذا الراديو الصغير الذى اشتريته من أحد محلات ميدان العتبة، عازفا عن استخدام نظيره على هاتفى المحمول، فلا تكتمل متعتى إلا بصديقي "العتيق" ذي البطاريات، أتنقل به ذهابا وإيابا، بين الخبر الصحيح فى إذاعة جمهورية مصر العربية، وغذاء الروح فى إذاعة القرآن الكريم، مع بعض الترفيه فى إذاعة الشباب والرياضة، عابرا للحدود مع إذاعة صوت العرب.

عشت وعاش جيلي ممن لحقوا ركب ثمانينيات القرن الماضي من بدايته، على هذا الجهاز السحرى ملهم الخيال، وتفتح إدراكى على استحضار صور شخصياته المتكلمة، متنقلا بين المسلسل الدرامى، والبرنامج الاجتماعى، و مباراة كرة القدم، فقد كان وحده سيد الموقف فى تشكيل المعرفة الثقافية والوعى الاجتماعى، بل وجدان جيل بأكمله.

إعلام الفضائح

مع حلول الاحتفال ب"اليوم العالمي للإذاعة"، الذى يواكب الثالث عشر من فبراير، أتذكر بكل العرفان دور رواد العمل الإذاعي فى مصر والعالم العربي، وأنعى آخر فرسانها الذى ترجل مؤخرا عن صهوة جواده، تاركا إرثا ثقافيا لامعا، الإذاعى المخضرم القدير صالح مهران، صاحب النشرة الأولى التي أثلجت صدور المصريين ببيان العبور فى حرب أكتوبر المجيدة،  فكل التقدير لإذاعتنا وروادها فى هذا اليوم العالمي.


Advertisements
الجريدة الرسمية