انتخبوني ولن تروني
«أجلس هادئًا مطمئنًا في حالة سلام مع النفس،
لكنَّ هذا السلام يبدو مؤقتًا وليس دائمًا؛ فلطبيعتي البشرية طغيان يثور تارة ويهدأ
أخرى، وهو في هدوئه لحظي وفي ثورته بركان يقذف حمما ملتهبة؛ تُضرم النار فيمن حولها..
وبين سطوة الثوران وحذر الهدوء، تتحرَّش بالعقل أحلام السلطة والسيطرة والنفوذ، تلك
الثلاثية التي إن امتزجت فاقت في تأثيرها سكرة الخمر التي تتلاعب بعقول الرجال».. هكذا
تجسد أمامي ذلك المشهد التخيلي، في لحظة شرود طالما لجأت إلى الله بعدها أتوسل إليه
بأن يقيني شرها..
تلك اللحظة التي أتخيل نفسي فيها –عياذا بالله- متقدما للترشح لأي انتخابات؛ فظاهر الأمر أنني أعلن نيتي وهي خدمة الذين وثقوا بي وسيصوتون لاختياري نائبا عنهم، أتكلم بلسانهم أرصد معاناتهم وأكون حلقة وصل بينهم وبين المسؤولين؛ حتى أصل إلى حلول لمشكلاتهم، لكن الحقيقة أنه توجد مآرب أخرى لترشحي ومفادها أنني أريد المثلث المضمون «السلطة والسيطرة والنفوذ»، وما أن أصل إلى تلك المعادلة سأجد –حينئذ– الحيل للتهرب من أصحاب الأصوات الانتخابية، المهم أن أجيد إشباع رغباتهم في «تقدير الذات»..
قانون «مكافحة التمييز» هو الحل
فأُشعر الجالس معي منهم أنه الأفضل، والأهم من ذلك أن أجيد تصدير الوعود المغلفة بنوع من الطمأنة النفسية. قد تنتهي المدة المحددة لي بموقعي وأدخل تلك الانتخابات مرة أخرى وهنا يبقى دور المساعدين لي الذين يديرون حملتي الانتخابية أو بالأحرى يديرون عقول وقلوب أولئك الذين سيعطون أصواتهم لي، وعندئذ أبدأ إدارة الوعود المعسولة للناس وأعيد تصوير المشهد.
يبدو أن تلك الأفكار الميكافيللية (نسبة إلى الفيلسوف نيكولو دي برناردو دي ماكيافيلّي) الذي طالما فسر تحركات الناس بالمصلحة، وهي نفس الأفكار التي أحاول التوبة منها حينما أخلو بنفسي، هي تلك الأفكار الحاكمة لأباطرة الانتخابات في مصر الذين يرون أنفسهم «ناسها ورجالها»، ويرونها «لعبتهم وفنهم»؛ وبالتالي فلا مانع من إدارة دعايتهم الانتخابية بالطريقة المشار إليها، وهم وإن رفعوا شعار «الصالح العام، وخدمة الناس»، لكن حقيقتهم هي خدمة أنفسهم وذويهم ومقربيهم، ولسان حالهم يقول لناخبيهم «انتخبوني ولن تروني»، فبعد نجاحهم لا يرد لهم هاتف، ولا يفتُح لمكاتبهم باب؛ لذلك على الناخب في أي انتخابات «نقابية كانت أو برلمانية..» الحذر جيدا ودراسة اختياراته بدقة، وإلا فسيدرك أن بعضا ممن رفعوا شعار «خير من يمثلكم» هم في الحقيقة «خير من يمثل عليكم» وبعد صعودهم يكونون «خير من يمثل بكم».. والله من وراء القصد.
تلك اللحظة التي أتخيل نفسي فيها –عياذا بالله- متقدما للترشح لأي انتخابات؛ فظاهر الأمر أنني أعلن نيتي وهي خدمة الذين وثقوا بي وسيصوتون لاختياري نائبا عنهم، أتكلم بلسانهم أرصد معاناتهم وأكون حلقة وصل بينهم وبين المسؤولين؛ حتى أصل إلى حلول لمشكلاتهم، لكن الحقيقة أنه توجد مآرب أخرى لترشحي ومفادها أنني أريد المثلث المضمون «السلطة والسيطرة والنفوذ»، وما أن أصل إلى تلك المعادلة سأجد –حينئذ– الحيل للتهرب من أصحاب الأصوات الانتخابية، المهم أن أجيد إشباع رغباتهم في «تقدير الذات»..
قانون «مكافحة التمييز» هو الحل
فأُشعر الجالس معي منهم أنه الأفضل، والأهم من ذلك أن أجيد تصدير الوعود المغلفة بنوع من الطمأنة النفسية. قد تنتهي المدة المحددة لي بموقعي وأدخل تلك الانتخابات مرة أخرى وهنا يبقى دور المساعدين لي الذين يديرون حملتي الانتخابية أو بالأحرى يديرون عقول وقلوب أولئك الذين سيعطون أصواتهم لي، وعندئذ أبدأ إدارة الوعود المعسولة للناس وأعيد تصوير المشهد.
يبدو أن تلك الأفكار الميكافيللية (نسبة إلى الفيلسوف نيكولو دي برناردو دي ماكيافيلّي) الذي طالما فسر تحركات الناس بالمصلحة، وهي نفس الأفكار التي أحاول التوبة منها حينما أخلو بنفسي، هي تلك الأفكار الحاكمة لأباطرة الانتخابات في مصر الذين يرون أنفسهم «ناسها ورجالها»، ويرونها «لعبتهم وفنهم»؛ وبالتالي فلا مانع من إدارة دعايتهم الانتخابية بالطريقة المشار إليها، وهم وإن رفعوا شعار «الصالح العام، وخدمة الناس»، لكن حقيقتهم هي خدمة أنفسهم وذويهم ومقربيهم، ولسان حالهم يقول لناخبيهم «انتخبوني ولن تروني»، فبعد نجاحهم لا يرد لهم هاتف، ولا يفتُح لمكاتبهم باب؛ لذلك على الناخب في أي انتخابات «نقابية كانت أو برلمانية..» الحذر جيدا ودراسة اختياراته بدقة، وإلا فسيدرك أن بعضا ممن رفعوا شعار «خير من يمثلكم» هم في الحقيقة «خير من يمثل عليكم» وبعد صعودهم يكونون «خير من يمثل بكم».. والله من وراء القصد.