عقدة المباحثات الليبية

بينما تمضي قدما المفاوضات الليبية لاختيار سلطة مؤقتة موحدة لكل الأراضي الليبية تتولى أعداد البلاد لإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية في نهاية هذا العام، فإن بعض الميليشيات الليبية المسلحة خرجت في طرابلس لتعلن رفضها لذلك وعدم قبولها لأية سلطة تتمخض عنها مفاوضات جنيف، وتصر على بقاء السراج ليتولى هو بعد إعادة تشكيلة مجلسه الرئاسي إجراء الانتخابات الليبية المنشودة..

وهذا يثير شكوكا في إمكانية تحقيق ما سوف تتمخض عنه مفاوضات جنيف من نتائج .. فإذا تم التوافق فعلا على تشكيل السلطة الليبية الجديدة فكيف ستمارس صلاحياتها في ظل وجود الميليشيات المسلحة التي لا تقبل بوجودها؟

إن هذه الميليشيات المسلحة الليبية هي عقدة أية مباحثات ليبية.. أو بالأصح هى عقدة أى حل سلمي للازمة الليبية.. ففي ظل وجودها لا يمكن أن تمضي ليبيا إلى الأمام في طريق الحل السلمي لأزمتها.. وهذه الميليشيات تلقى دعما من تركيا، وهو دعم مباشر بوجود قواعد عسكرية وقوات تركية في غرب ليبيا..

تونس تفضح الاخوان!

لذلك إذا كانت الأمم المتحدة مهتمة بالفعل لإنجاز حل سياسي للأزمة الليبية فعليها أولا إخراج تلك الميليشيات المسلحة من ليبيا أو تفكيكها، وحتى يتحقق ذلك لابد من خروج القوات التركية من ليبيا أولا.. جلاء القوات غير الليبية عن الأراضي الليبية هو بداية الحل الحقيقي للأزمة الليبية، وغير ذلك حتى ولو تم التوافق عليه في مفاوضات جنيف لا ضمان لتحقيقه..

إن المباحثات العسكرية انتهت إلى توافق بتفكيك الميليشيات وفتح الطريق الساحلي، غير أن ذلك لم يتحقق حتى الأن رغم تجاوز الموعد المحدد له.