فى سكن البنات
فى مسلسل "سكن
البنات"، ناقشت حلقة اليوم موضوعا غاية فى الأهمية، هو "ماراثون الثانوية
العامة"، وهى العملية التى تحولت إلى سباق محموم بين الأهالى فى الضغط على
"أملاكهم الخاصة" أقصد أبناءهم، لتحقيق أحلام الكبار بعيدا عن أحلام الأبناء.
أحد مشاهد حلقة اليوم، كان للأم الثكلى التى تنعى ابنتها طالبة الثانوية العامة التى انتحرت، بعد أن فشلت فى تحقيق أمنية أبيها بالالتحاق بكلية الطب، وأمنية أمها فى الالتحاق بكلية الهندسة.
الفرار من الرحمة!
كانت الأم تنعى ابنتها، منادية عليها بالعودة إلى الحياة، حتى دون أن تتعلم بالمطلق، ولكن فات الأوان، وذهبت الفتاة إلى رحاب خالقها، بعد أن جنت عليها أحلام أبويها اللذين فشلا هم فى تحقيقها، فكرسا جُل جهدهم فى الضغط على أعصاب ابنتهما من أجل تحقيق تلك الأحلام والتباهى بها بين الجيران والأقارب.
انتقل المشهد الدرامى من الأم الثكلى، إلى حوار سابق على الانتحار بين الفتاة المتوفاة وصديقتها، والتى كانت تشكو لها أن ضغوط الأب والأم عليها من أجل المذاكرة حولت حياتها إلى جحيم لا يطاق، إذ تعد عليها أمها ساعات النوم بالدقيقة، ولا يملك الأب سوى عبارة واحدة يفتت بها تماسك الفتاة ألا وهى "ذاكرى يا دكتورة"، وهو يظن أنه يحفزها في حين كان يقتلها ببطء.
تحكي الفتاة لصديقتها وهى تذرف الدمع قائلة: "سأخبرك سرا، لقد بدأت أتعاطى حبوبا كي أعرف طريق النوم، في البداية كانت قرصا واحدا فى اليوم، ثم أصبحوا اثنين وثلاثة من أجل محاولة إيقاف عجلة التفكير فى المذاكرة والمجموع التى تفرى رأسي فريا، وأقول لنفسي: هل إذا عجزت عن تحقيق مجموع 99% سأكون فاشلة فى نظر أمي وأبي، لم أعد أقدر على الاستمرار، أموت بالبطئ، تدخل المعلومة من هنا و تخرج من الناحية الأخرى، لم أعد أقدر على تحمل أى شئ".
ينتقل المشهد بصديقتها التي غادرت العزاء غاضبة من نداء الأم الثكلى على ابنتها، وقد كانت سببا رئيسيا فى إقدامها على الانتحار، لينتقل إلى حوار مع زميل لها عن والده الذى يريد منه إعادة الثانوية العامة من أجل دخول كلية الهندسة، فيما يرغب هذا الطالب في العمل بالتجارة والسفر الى الخارج وله طموحاته الخاصة بعيدا عن طموحات الأب.
البدلة الحمراء على الهواء
ربما لا يتصور أو يتمنى أحدنا فقدان أحد أولاده بهذه الطريقة المؤلمة، ولا أقول هنا بعدم أهمية الاجتهاد وتحصيل العلم وأهمية الشهادة الثانوية فى تحديد المستقبل، ولكن ليس على حساب الصحة النفسية لهؤلاء الأبناء وكم الضغوط التى من الممكن أن تكبل أرواحهم، نتيجة طموحات الأب والأم التى فشلوا فى تحقيقها قديما ويرغبون فى تحقيقها فى أبنائهم لاحقا.
أعلم أن أى أبوين يريدان أولادهما أفضل منهما وفى مرتبة اجتماعية ومكانة علمية أعلى، ولكن من المهم للغاية مراعاة الجانب النفسي للابناء، نعم نشعرهم بأهمية المذاكرة والتحصيل الدراسي، وأهمية الإجادة، ولكن ليس بما يؤدي إلى جمود الفكر والإحباط واليأس والرعب من شبح الفشل، رفقا ثم رفقا بهم وبأرواحهم، فلن يحققوا إلا ما قد كتبه الله لهم..
ونداء لكل الأبناء، لا تخذلوا آباءكم وكونوا على قدر المسئولية، حاولوا وتوكلوا على الله ولن يضيع سبحانه وتعالى أجر من أحسن عملا، كل الأمنيات بالتوفيق والاستقرار النفسي لقرة الأعين أولادنا.
أحد مشاهد حلقة اليوم، كان للأم الثكلى التى تنعى ابنتها طالبة الثانوية العامة التى انتحرت، بعد أن فشلت فى تحقيق أمنية أبيها بالالتحاق بكلية الطب، وأمنية أمها فى الالتحاق بكلية الهندسة.
الفرار من الرحمة!
كانت الأم تنعى ابنتها، منادية عليها بالعودة إلى الحياة، حتى دون أن تتعلم بالمطلق، ولكن فات الأوان، وذهبت الفتاة إلى رحاب خالقها، بعد أن جنت عليها أحلام أبويها اللذين فشلا هم فى تحقيقها، فكرسا جُل جهدهم فى الضغط على أعصاب ابنتهما من أجل تحقيق تلك الأحلام والتباهى بها بين الجيران والأقارب.
انتقل المشهد الدرامى من الأم الثكلى، إلى حوار سابق على الانتحار بين الفتاة المتوفاة وصديقتها، والتى كانت تشكو لها أن ضغوط الأب والأم عليها من أجل المذاكرة حولت حياتها إلى جحيم لا يطاق، إذ تعد عليها أمها ساعات النوم بالدقيقة، ولا يملك الأب سوى عبارة واحدة يفتت بها تماسك الفتاة ألا وهى "ذاكرى يا دكتورة"، وهو يظن أنه يحفزها في حين كان يقتلها ببطء.
تحكي الفتاة لصديقتها وهى تذرف الدمع قائلة: "سأخبرك سرا، لقد بدأت أتعاطى حبوبا كي أعرف طريق النوم، في البداية كانت قرصا واحدا فى اليوم، ثم أصبحوا اثنين وثلاثة من أجل محاولة إيقاف عجلة التفكير فى المذاكرة والمجموع التى تفرى رأسي فريا، وأقول لنفسي: هل إذا عجزت عن تحقيق مجموع 99% سأكون فاشلة فى نظر أمي وأبي، لم أعد أقدر على الاستمرار، أموت بالبطئ، تدخل المعلومة من هنا و تخرج من الناحية الأخرى، لم أعد أقدر على تحمل أى شئ".
ينتقل المشهد بصديقتها التي غادرت العزاء غاضبة من نداء الأم الثكلى على ابنتها، وقد كانت سببا رئيسيا فى إقدامها على الانتحار، لينتقل إلى حوار مع زميل لها عن والده الذى يريد منه إعادة الثانوية العامة من أجل دخول كلية الهندسة، فيما يرغب هذا الطالب في العمل بالتجارة والسفر الى الخارج وله طموحاته الخاصة بعيدا عن طموحات الأب.
البدلة الحمراء على الهواء
ربما لا يتصور أو يتمنى أحدنا فقدان أحد أولاده بهذه الطريقة المؤلمة، ولا أقول هنا بعدم أهمية الاجتهاد وتحصيل العلم وأهمية الشهادة الثانوية فى تحديد المستقبل، ولكن ليس على حساب الصحة النفسية لهؤلاء الأبناء وكم الضغوط التى من الممكن أن تكبل أرواحهم، نتيجة طموحات الأب والأم التى فشلوا فى تحقيقها قديما ويرغبون فى تحقيقها فى أبنائهم لاحقا.
أعلم أن أى أبوين يريدان أولادهما أفضل منهما وفى مرتبة اجتماعية ومكانة علمية أعلى، ولكن من المهم للغاية مراعاة الجانب النفسي للابناء، نعم نشعرهم بأهمية المذاكرة والتحصيل الدراسي، وأهمية الإجادة، ولكن ليس بما يؤدي إلى جمود الفكر والإحباط واليأس والرعب من شبح الفشل، رفقا ثم رفقا بهم وبأرواحهم، فلن يحققوا إلا ما قد كتبه الله لهم..
ونداء لكل الأبناء، لا تخذلوا آباءكم وكونوا على قدر المسئولية، حاولوا وتوكلوا على الله ولن يضيع سبحانه وتعالى أجر من أحسن عملا، كل الأمنيات بالتوفيق والاستقرار النفسي لقرة الأعين أولادنا.